يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

الإعلام البديل




نشرته بجريدة البديل وأخبار يوم بيوم والكرنك والمواطن

"أعطيني هذا الجهاز وأنا أغير العالم"
هكذا قال شارل ديجول وكان يشير إلى التلفزيون مختصراً بذلك كل ما يقال عن دور الإعلام وأهميته...

بعضنا يطالب الاعلام بدور تنويري، وبعضنا الآخر يرى أن هذه ليست مسؤليته، وأن دوره ترفيهي ليخفف عن الناس همومهم.. الطرفين على حق، إذ يمكن للإعلام أن يقوم بدوراً تنويرياً نهضوياً، من دون التخلي عن دوره الترفيهي، بشرط أن يعرف المسؤلون على وسائل الإعلام كيفية إيجاد التوازن المطلوب بين الأمرين.

فوسائل الإعلام الحديثة، أو ما يسميه البعض الإعلام البديل، غيرت الكثير من المفاهيم التي سادت ردحاً طويلاً من الزمن، وأصبحت قادرة على صناعة نجومها وأعلامها، بحيث لم يعد في الإمكان اعتبارها هامشاً بأي شكل من الأشكال، حتى لو كانت تضج بالهامشيين حسب المفهوم القديم، أو حتى بالسطحيين ومستسهلي الوصول والانتشار على حساب كثير من المعايير والقيم المهنية التي يفتقدها كثيرون، سواء في الإعلام البديل أم القديم، وجميعنا يعلم كيف يستخدم كثيرون منابرهم التقليدية أو الحديثة لبث الفتن وزرع الشقاق وتحريض الناس بعضهم على البعض الآخر، إذ إن المسألة هنا لا ترتبط بطبيعة المنبر الذي تستخدمه لإيصال المحتوى الذي تحاول إيصاله إلى الناس، وبمستوى الوعي لدى هذا الإعلامي أو ذاك.

أما أثر الإعلام الحديث، لم يعد مقتصراً على ميدان الإعلام، بل أصبحت له نتائج عميقة في هذا الخصوص، ففي عصر الفيس بوك واليوتيوب وتويتر وانستغرام و....  فإن الجميع أصبح شريكاً في صناعة الحدث، أو في نقله على الأقل، ففي السابق كان الإعلامي مراسلاً، والمشاهد أو القارىء متلقياً، أما اليوم فقد اختلف دور المرسل والمتلقي نتيجة العملية التفاعلية بينهما، والإمكانيات التي باتت التكنولوجيا تُتيحها لتواصل الجميع مع بعضهم، وهذا أمر بالغ الأهمية وعميق الأثر، ليس فقط على المستوى الإعلامي، بل على المستوى الإنساني، حيث أصبح شكل العلاقات الإجتماعية مختلفاً جذرياً.

تحديات كثيرة طرحها وسيطرحها أمامنا الإعلام الحديث، ليس فقط على مستوى المهنة ومستلزماتها، بل على حياتنا اليومية التي أصبحت التقنيات التفاعلية جزء منها.