يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

"الخطاب الديني بين التجديد والتبسيط"





نشرته بالبديل وأخبار يوم بيوم والمواطن والكرنك

التجديد في الخطاب الديني أمر ليس بجديد، بل هو موجود أصلاً في الفقه الإسلامي، لكنه ينحصر فقط فيما هو غير ثابت وكل جديد، أما الثوابت فلا يستطيع كائن من كان التغيير فيها، فالذي ورد به نص قطعي لا يمكن التحريف فيه بالتجديد، كالأمور التي يمكن أن يكون التجديد فيها مفتوحاً للعقل الفقهي الإسلامي للإنطلاق والأبداع.

ومن الضروري تبسيط الخطاب والفقه الإسلامي في مجتمعنا، حيث أن هناك طبقة من المجتمع مهمشة وتتناقل الأفكار بينها بعيداً عن المفاهيم التي يتحدث بها المثقفون، فهم يحتاجون إلى تبسيط الخطاب الديني للوصول إلى هذه الثقافات، ورسالة الإسلام لها عنصران، عنصر ثابت لا يتغير وآخر قابل للتغير تبعاً لحاجات الناس ومصالحهم، فالعنصر الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل هو الأساس والثوابت الإسلامية، ومن هنا أمر العلماء بأمور أهمها ما يخص العقل وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما يخص العبادات وما يخص المعاملات، فهناك أحكام ثابته مؤكده مثل نظم المواريث، حيث رآى سبحانه وتعالى أن المجتمع لن ينصلح حاله إلا إذا أدى هذه المصالح.

وللخطابات أنواع: الخطاب الذي يُقدم مرتبطاً بالحركة الإسلامية العالمية، والخطاب الذي يُقدم من خارج المؤسسة الإسلامية " الذي يظهر من خلال نصوص يكتبها مثقفون متأثرون ويتخذون الدين إطاراً مرجعياً" والخطاب الذي يقدم من خلال الدعاة الجدد، والخطاب الذي يقدم في المساجد بأشكال مختلفة.

لا يكفي أن نجدد الخطاب الديني فقط، ولكن يجب تجسير الفجوة بين العلماء وبين العامة، مع التشديد على أن التجديد في الخطاب لابد أن يكون من تلك الطائفة المنوط بها فهم أحكام الشريعة، وفي نفس الوقت التعمق في العلوم الإجتماعية والإنسانية، وأن يكون الخطاب الديني الجديد استباقاً للمستقبل، ويناقش في ضوء رصد ما يحدث في المجتمع "الخطاب الديني المستقبلي" وكيف يمكن توفيق الأوضاع في ظل النظام العالمي الجديد، وما العوائق التي تجابه المجتمعات، وما الذي أعاق المجتمع عن استخدام الآليات والأسس التي يمكنه من تطوير نفسه على مستوى الدولة ومستوى الفرد.