يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

في يوم الطفولة العالمي

نشرته في موقع يلا تغيير


قال حِطَّانُ بنُ الْمُعَلَّى:
لولا بنياتٍ كزغب القطا رددن من بعضٍ إلى بعضِ
لكان لي مضرب واسع في الارض ذات الطول والعرض
وانما اولادنا بيننا اكبادنا تمشي على الارض
لوهبت الريح على بعضهم لمتنعت عيني عن الغمض

ووفق احصاءات منظمة الصحة العالمية :
ـ 448 مليون طفل في العالم يعانون نقصاً في الوزن.
ـ مليون طفل في العالم تحت سن 5 سنوات يموتون سنوياً بسبب اصابتهم بالإلتهاب الرئوي.
ـ مليون طفل تحت سن الثانية يموتون في العالم سنوياً بسبب اصابتهم بالكوليرا وفيرس الروتا وهو مرض معدٍ ينتشر عن طريق الايدي والاشياء الملوثة.
ـ 132 مليون طفل تتراوح اعمارهم بين 14 ـ 15 عام يعملون في قطاع مصائد الاسماك في العالم والذي يخضع لظروف خطرة للغاية، وفق ما بينته احدى الدراسات في خلال ورشة عمل دولية نظمتها وكالتان تابعتان للأمم المتحدة، هما منظمة الاغذية والزراعة في روما ومنظمة العمل الدولية.
ـ مليون ونصف طفل تساء معاملتهم ويتعرضون للإهمال في بريطانيا سنوياً وهو ما يجعلهم في خوف دائم تظهر اعراضه على شكل تصرفات مضطربة وفق ما اعلنته "كاميلا باتمانغليدي" المديرة التنفيذية بجمعية كيدز التي تعتني برفاهية الاطفال وسلامتهم في بريطانيا.
ـ 66 الف طفلة يعملن خادمات في مختلف المدن المغربية، وفق ما اعلنت عنه منظمة مغربية تعمل على مناهضة تشغيل الخادمات القاصرات في المنازل.
ـ 80% من اللاجئين في العالم من النساء والاطفال.

إن الله سبحانه وتعالى خالق مبدع ابدع في خلقه وزينه، ومن اجمل ما خلق الاطفال ففيهم الجمال والبراءة، لكننا اليوم نشاهد اطفال يضعون بين قبضتي ايديهم الصغيرة احجاراً يحتمون ويشعلون شمعة امل بها من خلف قضبان وقيود الظلم والعدوان، ونحن لا نحرك ضمائرنا للدفاع عن هؤلاء الاطفال ولا حتى نستمع لأصواتهم التي تستنجد بنا !
هذا على الصعيد الخارجي اما على الصعيد الداخلي، فقد انتشرت تجارة بيع الاطفال واصبحت جريمة منظمة تقودها عصابات محلية ودولية، تتولى تسويق بضاعتها المحرمة في اتجاهات مختلفة، كشبكات لإستغلالهم جنسياً او لتجارة اعضائهم البشرية.
وهناك اكثر من سبب اجرامي لقضية تجارة الاطفال منها البيع القهري، حيث يتعرض بعض الاباء لخطف اطفالهم الرضع من المستشفيات، وذلك عن طريق بعض العاملين فيها من ممرضات واطباء لا ضمير لديهم.
اما البيع غير القهري فيتم برضا الطرفين البائع والمشتري، وهو الاكثر انتشاراً بإعتباره نتيجة تفاقم مأساة اطفال الشوارع ومنهم الفتيات اللواتي ينجبن اطفالاً لا يستطعن تحمل مسؤولياتهم او الحفاظ عليهم، فيضطرون إلى بيعهم.
وإن تجارة بيع الاطفال سواء بهدف التبني او بيع الاعضاء او الاستغلال الجنسي، انتشرت في مجتمعنا في ظل تنصل الحكومة من مسؤو لياتها تجاه اوضاع اقتصادية متدهورة نتجت عنها ظواهر سلبية مهدت لنتشار هذه التجارة ومنها ظاهرة اطفال الشوارع.
ولذلك نوجه نداء للحكومة بتفعيل الثقافة الحقوقية في المجتمع وتطبيق مفرداتها على اوسع نطاق مجتمعي ممكن بهدف القضاء على تجارة الاطفال، وضرورة انشاء جهات رقابية على ان تكون تابعة لجهات رسمية غير امنية، للتعامل بشكل علمي وانساني مع ضحايا الاستغلال التجاري والجنسي خصوصاً من اطفال الشوارع، مع توفير الرعاية الكاملة لهم وتعليمهم حيث ان معرفة القراءة والكتابة هي حق من حقوق الانسان الاساسية والقيمة الاكثر اهمية لحياة الطفل، فهي جوهرية لتطور الفرد كما المجتمع، إذ تمهد الطريق لحياة ناجحة وحرة الارادة، كما نطلب من الجهات الامنية المزيد من الاهتمام ببلاغات المتغيبين من الاطفال وسرعة التحرك لإنقاذهم قبل ضياعهم.

يقول احمد بخيت:
سلاماً يا غياب ابي الم تشتاق لتقبيلي
لقد خرج الفتى الوهاج من بر الكوافيلي
وما عاد الصغير يسير مبتل السراويلي

كما قال ايضاً:
رأيت ملابسي تنموعلى حجرٍ بشط النيل
وأمي في خيال الشط تعصر قلبي المبلول
رأيت ملابسي تنمو فهل الايام حبل غسيل

معاً ضد الإحتلال السياسي


نشرته في جريدة الشرق


عادة ما تكون الكتابة عن موضوع ما من وحي الجو المحيط بنا، ولكن إذا اردنا الكتابة عن السياسة فهل يجب أن يكون من يكتب عنها سياسياً وليس اديباً.

من خلال قراءتنا نكتشف أن اكثر من برعوا في كتابة السياسة هم الأدباء، وقصصهم ورواياتهم كانت ذات تأثير يفوق تأثير السياسيين والكتاب الصحفيين المتخصصين في السياسة، والمواضيع التي يتطرقون لها ذات بُعد سياسي اعمق مما نتوقع، حيث تتمحور كتاباتهم حول خبايا الخطط والبرامج التي تحضر منها المفاجآت السياسية.

ومن المبادىء الأساسية للسياسي أن يكون كاتبها أو مؤديها ذات حضور يلاقي القبول، وأن يكون حديثه حتى وإن لم يكن مقنعاً سبباً لبعث الطمأنينة، وكما أن هذا هو مبدأ السياسة، فإن الأساس في العمل السياسي أن تكون لدى من يقوم به افعال تنعكس على سياسته، وليس من متطلبات السياسي أن يكون وسيماً وخفيف الظل وافعاله قبيحة وقرارته مزعجة.

واليوم لم يعد في الصحف القومية احتلال يشبه الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين مثل احتلال الحزب الوطني وكتابه، حيث يطلقونهم للدفاع عن فضائحهم وفسادهم، ولم تعد تنطلي على المصريين مزاعم الديمقراطية، فلا تزال حفنة رجال الأعمال السياسيون ممعنين في غيهم وعسفهم وجورهم وسلبهم وبطشهم للشعب، بينما تعجز القوى السياسية عن وقف كل هذا الفساد وتطالبنا أن نصدق أنهم يحاربونه وأنه ليس هناك توريث وأننا في بلد الديمقراطية وغير ذلك من الأوهام التي لم يعد يصدقها حتى الذين انخرطوا فيها.

وليس جديداً على رجال امن النظام تلك الإهانات التي يمارسونها تجاه الشعب من شباب وشابات وطلبة وعمال وقعوا في ظل قبضة السجان اللئيم " قانون الطوارىء" حيث يفتقروا إلى الحد الأدنى الأخلاقي من معاملة المواطن، فحين تنتهك حقوقنا ونقول "من حقي كمواطن" يقولون وما المواطن، فالمواطن عندهم فقط من الحزب الوطني وكأن الوطن لم يعد لغيرهم، فمجموعة منهم يعتقدون أن حزبهم هو الوطن ومجموعة ثانية يعتقدون أن الأمن هو الوطن ومجموعة اخرى يرون أن تجارة القمح هي الوطن، وهنا يبيعون الوطن بالدولارات.

لذلك علينا ألا نجعل من كل هذه الأحداث إشكاليةً ونقف عندها، بل نفكَر ونبحث عن حلول ثم نناضل من أجل تحقيق هذه الحلول وتجسيدها على أرض الواقع، والنضال لا ينتهي عند إيجاد الحلول، بل هو المرحلة الأولى من التغيير لتبدأ المرحلة الثانية الهامة، وهي العمل والنضال من أجل إقناع الناس بتجسيد العملية الديمقراطية وتداول اللسلطة.

وعلى كل فرد في المجتمع مهما كان موقعه ومستواه، أن يكون فرداً حياً في المجتمع يشعر ويبصر ويسمع ويلاحظ ويفكر، ويعيش بيئته ويتفاعل مع أحداثها، ويعمل بجد وعزم وإصرار ويدلي بصوته من أجل تقدم ورُقي ورفاهية وصلاح الإنسانية، ولا يكون كالآلة تؤدي ما يسند إليها من مهام دون وعي أوإدراك، بهذا يكون كل فرد في المجتمع قد قدم خدمة لبلده، وساهم في رفع مستوى مجتمعنا، وإن لم نفعل فقد نكون من الذين عطلوا حواسهم الإدراكية فذكرهم الله تعالى في قوله الكريم: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونْ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا اُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ سورة الأعراف 179

أو كما قال السيد المسيح "السامري الصالح الذي زرع الحبوب بأرض جيدة فأنبتت ثمار كمن سمع كلام الرب وعمل به"

اديب بالإجماع

نشرته في موقع يلا تغيير

هو مثقف موسوعي موهوب ومبدع في اكثر من مجال ابداعي، في الشعر والرواية والمسرح، اتفق على موهبته ودوره العربي والإسلامي معظم النقاد، حيث لم يحدث في تاريخ الأدب العربي أن يحظى اديب بإجماع التيارات الثقافية العربية والإسلامية مثلما حظي، وللأسف لم تتح لنا الحركة النقدية أن نعرفه كما ينبغي أن تكون المعرفة.

ولد في21 ديسمبر 1910في إندونيسيا لأبوين يمنيين، وحين بلغ العاشرة من عمره سافر مع والده إلى حضرموت باليمن لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه، وهناك تلقى تعليمه ودرس العلوم العربية على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي محمد بن محمد باكثير، كما تلقى علوم الدين والشريعة أيضا على يد الفقيه محمد بن هادي السقاف، ظهرت مواهبه مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وعمل مدرس في مدرسة النهضة العلمية ثم تولى إدراتها وهو في العشرين من عمره.

تزوج مبكراً ولكن زوجته توفيت وهي في ريعان الشباب فغادر اليمن إلى الصومال والحبشة ثم الحجاز واستقر لفترة فيها، وفي الحجاز نظم مطولته نظام البردة كما كتب أول عمل مسرحي شعري له وهو همام في بلاد الأحقاف وطبعهما في مصر التي وصل إليها، عام 1934، والتحق بجامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة " حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1939 وقد ترجم عام 1936 أثناء دراسته في الجامعة مسرحية "روميو وجولييت" لشكسبير بالشعر المرسل، وفي عام 1938 ألف مسرحيته "أخناتون ونفرتيتي" بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع في الأدب العربي، التحق بعد تخرجه من الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940 وعمل مدرساً للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاما.

حصل على الجنسية المصرية عام 1951 بموجب مرسوم ملكي، وسافر إلى فرنسا عام 1954 في بعثة دراسية حرة، وبعد انتهاء الدراسة فضل الإقامة في مصر حيث أحب المجتمع المصري وتفاعل معه فتزوج من عائلة مصرية، وأصبحت صلته برجال الفكر والأدب وثيقة، من أمثال عباس العقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم، اشتغل بالتدريس خمسة عشر عاماً منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة، وفي سنة 1955 عين بوزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته، حيث توفي اول رمضان في مثل هذا اليوم 10 نوفمبر 1969 انه الأديب الكبير علي احمد محمد باكثير الذي امتعنا برواياته الأدبية والمسرحية والشعرية ومن مؤلفاته رائعته: واه اسلاماه ـ سلامة القس ـ الثائر الأحمر ـ امبراطورية في المزاد ـ سر الحاكم بأمر الله ـ عودة الفردوس ـ وهكذا لقي الله عمر ـ إله اسرائيل ـ هاروت وماروت ـ من فوق سبع سماوات ـ جلفدان هانم ـ قطط وفيران ـ قصر الهودج ـ حازم ـ عاشق من حضرموت ـ الشيماء شادية الإسلام ـ دار لقمان ـ رمويو وجوليت ....

شاعر الزوايا المغلقة



نشرته في موقع اتحاد الشباب التقدمي


هو شاعر اغدق الشعر في بحر اللغة، اشعاره تمثل ذروة التجربة داخل الحياة، فقد عاش الشعر وكتبه وكانت حياته مليئه بالمغامرات، اتت اشعاره متطابقة مع القصيدة، او أن القصيدة هي التي فعلت كل هذا، المهم انه خاض تجربة الحياة بالشعر، تجربة غنية ومليئة بالمخاطر، وفيها مواقف تراجيدية متتالية.

في اشعاره لغة نابضة بالحنين إلى الجذور الإنسانية التي لا تبدو واضحة كثيراً، وربما تكون تجربة جاذبة، سواء لجهة ما تحتمل من تأويلات، ام لجهة ما تختزن من تفاصيل كانت بمثابة الإنطلاق نحو اهداف كثيرة، حيث الومضات الخيالية الممتزجة بالواقعية التي تبرز في نواحي قصائده، وهذا المزج بين الواقع والخيال، وبين الشكل والمضمون، جعل القصيدة حقل صور ومساحات تفسيرية لا يمكن رسم معالمها إلا بالشكل الصوري الشعري.

لا يمكن حصر التفاصيل في اشعاره، لأنه عرف كيف يختار وينجز اللحظة الشعرية التي تحركه، فأشعاره مليئة باللحظات المفاجئة، وحتى المتوقع منها يبقى على تماس مباشر مع المفاجآة.

ولد بفرنسا في عام 1854 بدأ بكتابة الشعر وهو في سن السادسة عشرة، وتميزت كتاباته الأولى بطابع العنف، اتبع مبدأ يقول بأن على الشاعر أن يكون رائياً ويتخلص من القيود والضوابط الشخصية، وبالتالي يصبح الشاعر أداة لصوت الأبدية، من أبرز قصائده "القارب الثمل" التي تحتوي براعة في اختيار الألفاظ والصور الفنية والاستعارات، ثم كتب"الاشرقات" وهي مجموعة من القصائد النثرية حاول فيها عدم التمييز بين الواقع والهلوسة، ثم كتب "فصل في الجحيم" استبدل فيها المقاطع النثرية بكلمات مميزة، وكانت آخر أعماله الشعرية بعد أن بلغ من العمر 19 عام.

بعد اعتزاله الأدب عام 1875 سافر إلى إثيوبيا وعمل تاجر، ثم عاد إلى مارسيليا بفرنسا وبقي فيها حتى وفاته في 10 نوفمبر عام 1891 انه الشاعر الفرنسي ارتور رامبو، الشاعر الذي خاض الحياة من زوايا مختلفة ومغلقة، التاجر والرحال الذي عاش في المسافات المستمرة كي يحقق رغبة القصيدة الدفينة، فشخصيته تنتمي إلى خصوصية لا يمكن أن يكون صاحبها إلا شاعر.