يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

حنظلة


الموت من أقوى وأصعب الأقدار، وإيماننا به لا يجنبنا الحزن عند فقدان أحبائنا، لكن هذا الإيمان يبقى كالضوء في أرواحنا، ينتشلنا مع الوقت من ظلمات الحزن ويحرص على تذكيرنا بأن هناك خلف الموت حياة أخرى قد نلتقيهم فيها يوماً، وما أكثر الأحياء الذين واصلوا الحياة بعد فقدان أنصافهم الأخرى على أمل اللقاء في تلك الحياة، وكثيراً ما أتساءل عند كل حالة موت أقوم بالكتابة عنها قريبة أم بعيدة، عندما ألفظ آخر أنفاسي وأكون أنا انتقاء واختيار الموت، من سيكتب عني؟

ومعظم الذين أحببتهم من أصحاب الأقلام رحلوا قبلي وكتبت عنهم، فهل سيكتب عني أشخاص ماعرفوا عني سوى قلمي؟

فهناك أشخاص يشعرنا رحيلهم بأن صفحة من زمن جميل قد انطوت، وسقطت من شجرة الأيام ورقة، ومنهم ناجي العلي صاحب الشخصية الكاريكاتيرية "حنظلة" التي تمثل وجع وآلام الشعب الفلسطيني، والذي تمر اليوم ذكرى استشهاده حيث اغتيل في 29 اغسطس

يا ناجي العلي كم كانت صحفنا بك أجمل وأقلامنا أكثر كرامة وحنظلة أكثر مرارة.

من أنتم


برنامج من أنتم برنامج قائم على طرح أيديولوجيات ومناقشة آراء ومواقف، وأطراف تقف على طرفي نقيض لقضية من القضايا المطروحة على الساحة هده الأيام، حيث أن هناك عمقاً كبيراً في الطروحات وفي الموضوعات، لكني اكتشفت أن مقدمة البرنامج الفنانة بسمة، والتي أكن لها كل الاحترام والتقدير، وأنا واحد من معجبيها فنياً، لا تستطيع مجاراة مستوى الحوار ولو بالقيام بدورها كمديعة، فأحياناً لم تتمكن من التعليق أو من التعقيب أو من طرح سؤال، أو من إدارة النقاش الدي كان يشتد أحياناً، فقد كانت دات مواقف معلنة جداً لا تتناسب ووجود ضيوف بمواقف متباينة ومتعارضة، الأمر الدي يحتم عليها كمديعة ألا تنحاز إلى طرف ضد الآخر، وألا تتبنى موقفاً بدلك الوضوح الدي شاهدناه في اللقاء وكأنها تنصب نفسها قاضياُ وحكماً، وهو موقف من الممكن قبوله تماماً لو كانت ضيفة في البرنامج، فكان عليها أن تتبنى وجهة نظر مناهضة لكل ضيف على حده، فالدور يحاسب عليه من يقدم البرنامج، لكن الموقف الدي يستشعره المشاهد من انحياز المقدم إلى طرف دون الآخر، فهو أمر يمكن تفهمه تماماً، لأن المقدم في النهاية هو إنسان صاحب رأي، لكن هده الصورة غابت عن فريق إعداد البرنامج وعن مخرجه.

وبالنسبة للحلقة التي كان فيها صديقي خالد تليمة مع الضيف الآخر نبيل لوقا، فقد كان خالد كما عهدناه محاور شرس وصاحب حضور طاغي وسريع البديهة، ثائر وصاحب مدرسة ثورية في السياسة، يملك أدواتها ومتمكن من مهارتها ويقبض على أهدافها بكل اقتدار، فهو سياسي يعرف ما يريد ولديه ثقة مطلقة بنفسه، وقوام تلك الثقة هي موضوعيته ومهنيته الشديدة وحرفيته التي تجعله السياسي الذي يريد الوصول إلى الحلول الجادة.

رمضان كريم


رمضان يا شهر الضياء الحر من أسر الظلام أطلق بأضواء الهدى أسر النفوس من الحطام
وأنر بقدسي الصفاء رؤى الحياة من القتام وانضح عواطفنا تقى واغمر نوازعنا وئام
رمضان ياأمل النفوس الظامئات إلى السلام ياشهر بل يانهر ينهل من عذوبته الأنام
طافت بك الأرواح سابحة كأسراب الحمام بيض يجللها التقى نوراً ويصقلها الصيام
هذا ما قاله الشاعر محمد بن علي السنوسي عن شهر رمضان، فالرمضان عنواين كثيرة وكبيرة، واعتقد من عناوينه الجميلة شهر الحساب وشهر التسامح، حيث يتعين على كلن منا أن يحاسب نفسه وماذا فعل خلال الشهور الماضية وما هي أخطاؤه، ومن هم الذين أخطأ في حقهم ليخرج في النهاية بنتيجة تصحيح الأخطاء أو الكف عن الاستمرار فيها وتلافيها مستقبلاً، وفي شهر التسامح ماذا نحن فاعلون.
معظم الأحاديث والروايات حول شهر رمضان المبارك تعتبره شهراً للكرم والجود ومد يد العون للمحتاج والمسكين، والالتفات إلى ذوي القربى والبعدى ومساعدتهم في ماتيسر للتغلب على ظروف العيش ومصاعب الحياة، وفكرة الصيام هي دعوة للعيش لفترات من العطش والجوع، لنتذكر العطشى والجياع.
رمضان شهر التأمل والتفكير واستخلاص العبر، شهر نستعيد فيه ما صنعناه ونستعد لما سنصنعه، شهر الابتكار والتجدد والنشاط، شهر الروح لا الجسد، وامتحان الجسد على الارتقاء لمصاف الروح، وتمرينه على كتم بعض احتياجاته لبعض الوقت وترويضه على الجوع والعطش.
الذنوب ـ قال أبو طالب المكي: لقد حصرت الذنوب من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة في القلب وهي:الإشراك بالله، والإصرار على المعصية، والقنوط من الرحمة، والأمن من مكر الله ـ وأربعة في اللسان وهي: شهادة الزور، وقذف المحصنات، واليمين الغموس، والسحرـ وثلاثة في البطن وهي: شرب الخمر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا ـ واثنين في الفرج هما: الزنا، واللواط ـ واثنين في اليدين وهما: القتل، والسرقة ـ وواحداً في الرجلين وهو: الفرارمن الزحف ـ وواحداً يتعلق بجميع الجسد وهو عقوق الوالدين.

التوبة ـ قال لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه: لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة، وقال كان هناك رجلاً تاب في مشيبه فقيل له أبطأت وأسرعت، يعني أبطأت حين أخرت التوبة، وأسرعت حين تبت قبل الموت.

وسُئل الإمام الشافعي: أيهما أفضل، الكافر إذا آمن أم العاصي إذا تاب؟

فقال: العاصي إذا تاب، لأن الكافر إذا آمن ينتقل من درجة العلم بالله إلى درجة محبة الله.

الحلم ـ قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟

قال: من قيس بن عاصم، رأيته يوماً جالساً بفناء داره، محتبياً بحمائل سيفه يحدث قومه، حتى أُتِى برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل له هذا ابن أخيك قتل ابنك، فوالله ما حل حبوته ولا قطع كلامه، فلما أتمه التفت إلى ابن أخيه وقال له: يا ابن أخي، أسأت إلى رحمك، ورميت نفسك بسهمك وقتلت ابن عمك، ثم قال لابنه الثاني: قم يا بني فحل كتاف ابن عمك، ووارِ أخاك، وسُق إلى أمه مئة ناقة دية ابنها فإنها غريبة.