يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

فرد بصيغة الجمع






نشرته بجريدة الأهالي وأخبار يوم بيوم


فقد يتبعه فقد وفراق يتبعه فراق، وحزن يتبعه حزن، لا نكاد نفيق حتى نغيب، ولا نقف حتى نسقط، ومع تكرار الفقد أصبحنا نستقبل أنباء الموت بصمت وفي داخلنا ثرثرة أحزان كثيرة، فالفقد المفاجىء أصبح سمة زمن مرعب نحياه، فنكتشف عند وداع أصدقائنا أن فكرة فراقهم ترعب أكثر من الفراق نفسه، ربما لأن وقوع البلاء خير من انتظاره، لكن يبقى أصعب أنواع الفراق فراق الموت، وأصعب أنواع البكاء بكاء الموت، وأصعب أنواع الحنين حنين الموت.. إنه الحق الذي لا نملك أمامه سوى الإيمان به، فالموت من أقوى وأصعب الأقدار، وإيماننا به لا يجنبنا الحزن عند فقدان أحبائنا، لكن هذا الإيمان يبقى كالضوء في أرواحنا، ينتشلنا مع الوقت من ظلمات الحزن ويحرص على تذكيرنا بأن هناك خلف الموت حياة أخرى قد نلتقيهم فيها يوماً، وما أكثر الأحياء الذين واصلوا الحياة بعد فقدان أعزائهم على أمل اللقاء في تلك الحياة، وكثيراً ما يتسائلون عند كل حالة موت يقومون بالكتابة عنها قريبة أم بعيدة، عندما يلفظون آخر أنفاسهم ويكونون هم انتقاء واختيار الموت، من سيكتب عنهم؟
معظم الذين أحببناهم من أصحاب الأقلام رحلوا قبلنا وكتبنا عنهم، فهل سيكتب عنا أشخاص ماعرفوا عنا سوى أقلامنا؟ فهناك أشخاص يشعرنا رحيلهم بأن صفحة من زمن جميل قد انطوت، وسقطت من شجرة الأيام ورقة، ومنهم حسين أشرف الذي بين القاهرة ولندن توفي،مدينتان اشتبكتا في رأسه، حلمان انفلتا من أمسه.. لم يكن رجلاً عادي، وقف مع الجميع وشهد تغيرات  أنصاف الرجال الخائنين، ورحيل الأصدقاء الطيبين.. لم يكن يملي على أحد رأيه، وكان يعتبر الصمت رأي الخائفين، مات في صمت وعاش في صمت، من دون أن يلمحه الطبيب ليدون له مخالفة لعدم تقيده بقراره بمنعه عن التدخين.. كان عادياً إلى ابعد حد وشيوعياً إلى أبعد حد، ويسارياً إلى أبعد الحدود.. رحل ونبأ رحيله صعق الأصدقاء، أصيب بتليف الرئة بعد أن أخطأته مئات الرصاصات.. كان مرتاحاً لما لم يتحقق وما تحقق، فهو رجل حقق بالواقع مالم يحققه غيره بالأحلام، فقد كان فرداً بصيغت الجمع.  
برحيله نضيف حزناً وجرحاً إلى قائمة جروحنا التي تفوح منها رائحة أحبتنا كحديقة مزروعة بنباتات من ذكريات، والتي كلما تفقدناها وجدناها رطبة نازفة وفيها من ملامحهم الكثير، مرعبة فكرة غياب أحبابنا عنا، حيث لا عناوين ولا رسائل ولا هواتف، فأخبارهم تنقطع عنا بمجرد أن نسلمهم للتراب ونمضي.. وداعأ.. وداعاً.. وداعاً، الأستاذ.. الصديق.. الجار.. حسين أشرف.. وداعاً.

الأسطورة






نشرته بأخبار يوم بيوم 
حين كان شاباً كان يتجول مع صديق له بالعاصمة البريطانية لندن أمام مبنى البرلمان، فقال له بشكل عابر: سيقام لي تمثال هنا يوماً ما، وتقبل الصديق هذه الأمنية على أنها مزحة غير قابلة للتحقيق، وبعد أربعين عاماً وضع تمثال له إلى جانب تماثيل شخصيات لعبت دوراً في تاريخ الأمم.

عندما يكون المرء في السجن يقابل الزمن وجهاً لوجه، ولا يوجد شيء يثير الفزع أكثر من ذلك""
هذا ما كتبه نيلسون ما نديلا على جدار زنزانته التي عاد إليها زائراً بصحبة كبار الزوار، الذين أرادوا رؤية المكان الذي قضى فيه أيام طويلة من عمرة "سجن روبن آيلاند"

" إن حياة المعتقل روتينية، تتماثل فيها الأيام حتى تختلط الأشهر بالسنوات، أي شيء يخرج عن القالب يقلق السلطات، لأن الروتين علامة من علامات حسن الإدارة في السجن، وقد كانت الساعات ممنوعة من أي نوع وكنا نعتمد على الأجراس وصفارات الحراس لمعرفة الوقت، وكان أول ما فعلته بعد اعتقالي هو كتابة تقويم على الحائط، فالإنسان إذا فقد قبضته على الوقت فقد قبضته على سلامه، إن المعتقل لا يأخذ من الإنسان حريته فقط، ولكن يحاول أيضاً أن يحرمه من هويته، فالجميع يرتدون الملابس نفسها، ويأكلون الطعام نفسه ويتبعون البرنامج اليومي نفسه، وإن الدولة المتسلطة فقط هي التي لا تسمح باستقلال المرء وتفرده"

بدأ في معارضته السياسية لنظام حكم الأقلية البيضاء فى جنوب أفريقيا عام 1942 واعتقل فى فبراير 1962 وسجن فى جزيرة روبن، وفى عام 1985 عرض عليه اطلاق سراحه مقابل إعلانه وقف المقاومة المسلحه إلا أنه رفض العرض فأصبح رمزا للحرية فى القارة السمراء، وفى فبراير عام 1990 أطلق سراحه ونال حريته بعد 28 عاما من السجن وأصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا عام 1994 ونال جائزة نوبل للسلام فى نفس العام.

مانديلا لم يكن رجلاً يقول ولا يفعل، يصرح ويتراجع، يعد ولا ينفذ.. حاول أن يثني بوش الابن عن ضرب العراق لكن الأخير رفض الاستماع، فصرح مانديلا: "لن أقابله إذا جاء جنوب افريقيا، لأنه رجل مارق يرأس نظاماً مارقاً، يختلق الأكاذيب، كذب على العالم واحتل العراق.. ووفى مانديلا بوعده، فحين زار بوش جنوب افريقيا، رفض أن يقابله.. ووعد شعبه بأن جنوب افريقيا ستكون اول دولة افريقية تحصل على شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم، ووفى بوعده، وحين انتهت فترة رئاسته رفض الترشح لفترة أخرى ولو فعل لفاز باكتساح، لكنه لم يستسلم لإغراء السلطة والمنصب وزهد فيهم.

ولد نيلسون مانديلا في 18 تموز 1918 في ترانسكي بجنوب أفريقيا، وهو أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، وحاز على جائزة نوبل للسلام، اعتقل لـ27 عاما بسبب نضاله ومقاومته لسياسة التمييز العنصري في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وتخرج  من جامعة جنوب أفريقيا بدرجة البكاليوريوس في الحقوق عام 1942 وانضم إلى المجلس الأفريقي القومي، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب السنغال عام 1944 وأصبح رئيسا له عام 1951 وفي عام 1961 بدأ مانديلا بتنظيم الكفاح المسلح ضد سياسات التمييز العنصرية، وفي العام التالي ألقي القبض عليه وحكم بالسجن لمدة خمس سنوات. وفي عام 1964، حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التخريب.
بعد 27 عاما من السجن، أفرج عنه في 20 فبراير 1990 وفي عام 1993  حاز مانديلا على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع فريدريك دكلارك، وفي 29 أبريل 1994، انتخب مانديلا رئيسا لجنوب أفريقيا، وفي 1999 أعلن تقاعده بعد فترة رئاسية واحدة، وفي نفس العام أسس مؤسسة نيلسون مانديلا الخيرية.
تزوج مانديلا ثلاث مرات، كانت الأولى من ايفلين نتوكو التي طلقها عام 1958 وأنجب منها 4 أبناء، والثانية  ويني ماديكيزيلا، وطلقها عام 1996 والثالثة غراكا مانديلا، التي بقيت معه لأخر يوم من حياته.
وأشار مانديلا إلى أهمية العلاقة التى تربطه بسجانه السابق حيث قال أن الصداقة عززت مفاهيمى للإنسانية حتى مع الذين سجنوني.

يقول مانديلا أنه تعلم التواضع من حمار، فحين كان طفلاً يرعى الأغنام، جمح به الحمار وألقاه أرضاً، مماسبب له الألم والارتباك أمام أقرانه من الأطفال، وطبع ذلك في ذاكرته قسوة إهانة الغير والتعالي عليهم، فأمن بأن الإنسان الحر كلما صعد جبلاً وجد من ورائه جبالاً أخرى يصعدها، وأن طريق الحرية طويل ويحتاج إلى الصبر والجلد.


حديث طائرة





نشرته بالبديل وأخبار يوم بيوم والمواطن

في الطائرات والسفر الطويل هناك دائماً عبرة، يجلس اثنان متجاوران يلقي أحدهما التحية، فيرد عليها الآخر بأبرد منها، يمضي الأول الساعات الاولى مثلاً في التحديق عبر النافذة ناسياً أن الحياة بجواره..  إن ما يحتاج إليه الناس هو فرصة جيدة للقاء جيد، وعدم وجود هذه الفرصة هو وحده الذي يحول بينهم وبين أن يكونوا أصدقاء فعلاً، أو عابرين.
على مقعد ملاصق لمقعدي، في الطائرة التي ستحملنا من دبي إلى القاهرة، جلست بجواري شابة أخذت تحدق بي!
هل أنت الأستاذ أسامة...
ابتسمت وهززت رأسي بالإيجاب
عرفتك من الصورة التي ترافق مقالاتك "اترددت أسألك بس كنت متأكده من أنك انت"
وطوال الساعات الثلاث التي تلت السؤال دار بيننا حوار من أمتع ما عشته في حياتي، لم أضق ذرعاً من أسئلتها، بل أسعدني أن ألتقي أحداً يكاد يحفظ معظم تفاصيل كتاباتي، ومتابع لمقالاتي.. تحدثنا عن الكتابة وهموم عالمنا العربي، وخطورة تراجع اللغة العربية وانحسار أعداد القراء، حتى وصلنا بحديثنا إلى موضوع تتفرغ منه كل الموضوعات، وتستظل بفيئه كل الآراء "المرأة"
وكانت جارتي متحمسة لما يكتبه الأدباء العرب في وقتنا الراهن، فقلت لها: أدباء هذا الوقت كتاباتهم ممتلئة ومنفوخة بهواجسهم، بعكس ما تكتبه الأديبات، فهن يسجلن ذاكرة مجتمعهن ويدون التاريخ من داخل بيوتهن وأسرهن، وهذا هو التاريخ غير الرسمي، التاريخ الحقيقي والحميم الذي يشكل مرآة شعبها، وعلى رأس تلك الأديبات الرائعة أحلام مستغانمي، المرأة التي قد لا يجد الكاتب الرجل في نفسه الجرأة على النظر في صفحتها.
أثارها رأيي، فقالت: لقد كنا نصف الكاتبات بأنهن مشغولات بذواتهن، وبأن الرجل هو من يكتب الحياة الحقة وتفاصيلها.
أجبتها: ليست هناك قضية أكبر ولا أخطر ولا أهم في حياتنا العربية، من إشكال العلاقة بين الجنسين، فأنا مؤمن بأن حل هذا الإشكال هو الطريق لحل مشكلات الهوية والعروبة، والدين واللغة والتراجع الحضاري، وأول الطريق لتلافي خسائرنا السياسية.
عند هذه النقطة من الحديث ارتسمت على وجهها ابتسامة، فقد كانت آرائي ثورية بالنسبة لها، وأنا أعتبر نفسي ثورياً وتقدمياً،
وقبل أن ننزل من الطائرة سألتني: هل أنت متزوج؟
قلت لها: لا
ابتسمت وهي تقول: ألم تعثر المرأة المناسبة
أجبتها: عثرت عليها وأحببتها
فسألت: ومتى ستتزوجون؟
فرددت عليها: "إنها متزوجة".
 
 

الحياة





نشرته بأخبار يوم بيوم وجريدة المواطن في سبتمبر 2013

كل منا يعيش في هذه الحياة وفي روحه قصة لم ولن يعلم بها أحد، كل منا يعيش وفي عقله ذكرى لن ينساها ولن تتكرر، كل منا يعيش وفي قلبه كلمة عجز عن إلقائها، وفي ذهنه شخص لم يفارق مخيلته، كل منا يحلم ويطمح لكن كم منا وصل إلى ما يريده، كل منا يعيش ليكسب رضا بعض الناس وينسى كسب رضا الله عز وجل، كل منا يعيش ويظن أن الحياة مستمرة وأن الدنيا فانية، كل منا يضحك لأتفه الأسباب ويحسبه الناس أنه محظوظاً لكن الحقيقة أن قلبه مفطور، ونجد أشخاصاً في أشد فقرهم سعداء وآخرون في أشد غناهم مهمومين.

ألا ترون أن الدنيا تعطي وتأخذ، تظهر ما تريد وتخفي ما تريد، ألم تلاحظوا أن الحياة صراع  بل جهاد؟ فهي تستنفد كل طاقتنا وتجبرنا على الركض وراءها وعلى التلذذ بمغرياتها، وتعصف بنا الأيام ونحن نظن أن الوقت ما زال مبكراً لتحقيق أحلامنا، إلى أن ننظر إلى أنفسنا بالمرآة يوماً ونرى أن الوقت قد تأخر لتحقيقها، بعد شاب الشعر وبدأ الجلد بالتجعد.

فجميعنا نتعرض لمواقف تجعلنا نسأل أنفسنا ونتمنى لو تسمعنا الحياة لعلنا نجد جواباً، هل الحياة شخص يلاحقنا ويطاردنا، هل هي شخص يدفعنا إلى اتجاه معاكس لما كنا نخطط له؟
وعن الحياة قالوا:
ـ قوة العقل هي روح الحياة.. أرسطو
ـ العواطف عواصف الحياة.. ألكسندر بوب
ـ حياة المواطن ملك لبلاده.. نابليون بونابرت
ـ الحياة مشكلة للحكيم وحل للأحمق.. ماركوس أوريليوس
ـ لحظة تبصر تساوي أحياناً حياة من الخبرة.. أوليفر وندل هولمز
ـ الرجال يفهمون الحياة مبكرين والنساء بعد فوات الآوان.. أوسكار وايلد
ـ الرجال يفهمون الحياة مبكرين والنساء بعد فوات الآوان.. أوسكار وايلد
ـ اختر الحياة الأكثر نفعاً والتعود سيجعل منها الحياة الأكثر قبولاً.. فرانسيس بيكون
ـ الشيء الوحيد الذي يجعلني أقوى كلما انكسرت هو معرفة أن الحياة ستمضي مهما حدث.. هنري فورد

مصر تعود




نشرته بأخبار يوم بيوم وجريدة المواطن

الأيام أثبتت أن العجلة لا تدور إلى الوراء إلا لالتقاط الأنفاس وأخذ العبرة مما مضى، أما الحياة فهي تتقدم على الرغم من كل سلوك بشري مضاد لها، فمصر عادت ولن تضيع ثانيةً، وإن كانت منه.

يقول الكاتب والمؤرخ الأمريكي هواردزن: "عندما يُطاح بالأنظمة الاستبدادية تكون المعارضة قد بدأت قبل ذلك في الثقافة، وهي المجال الوحيد الذي يكون للناس فيه بعض الحرية، تبدأ بالرواية والشعر والموسيقى، لأن هذه الأشكال لا تمثل تهديداً مباشراً للمؤسسة، فهي ممارسات غامضة وغير مباشرة، بالتالي تراهن المؤسسات على أنها لن تؤدي إلى أي شيء يهدد سلتطها، ولكن غالباً ما تخسر السلطات الشمولية تلك المقامرة"

ويبدو أن الأنظمة الحديثة قد تنبهت لقوة الكلمة وقوة النغمة، فرواية مقتل الرجل الكبير لإبراهيم عيسى على سبيل المثال تمت مصادرتها، ومنعت أغنية يا مصريين لأمال ماهر من البث على قنوات التلفزيون المصري، ورغم ذلك كانت الثورة لازالت مستمرة حتى ظهور الموجة الثانية منها. 
الثورة ليست مجرد اعتراض واحتجاج على واقع موضوع يتجاوب مع مصالح وتوجهات المجتمع فقط، بل هي نقلة نوعية في حياة الناس نحو الأفضل لتحسين ظروف معيشتهم في أجواء أوسع من الحريات المدنية والديمقراطية والكرامة.

حين تركنا الميادين بعد ثورة يناير قيل لم يكن لديكم خبرة، وحين فشلنا في اكتمال أهداف ثورتنا قيل نقصتكم الخبرة، وحين حُكمنا لمدة عام من أنصاف الرجال وفشلنا بالتأقلم معهم قيل قلت خبرة... إلى الآن ونحن نعاني ممن يقولون "الخبرة" وكثيرون يلهثون من أجل المصلحة، وقليلون يلهثون من أجل الوطن... أعطوا فرصة للشباب وستكتشفون أنهم يملكون الخبرة ودعوا الثورة تحكم.

أقوال مأثورة 6



أقوال مأثورة 6
نشرته في يوليو 2013 بأخبار يوم بيوم

ـ أزرع جميلاً ولو في غير موضعه، فلا يضيع جميل أينما زرعا، إن الجميل وإن طال الزمان به، فليس يحصده إلا الذي زرعا.. أبو بكر الصديق
ـ القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم.. علي بن أبي طالب
ـ من كانت فيه دعابة فقد برىء من الكبر.. علي بن أبي طالب
ـ ما أُعطي رجل من الدنيا شيئاً إلا قيل له: خذه ومثله حزناً .. سفيان الثوري
ـ فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي عقل عقلاً .. الحسن البصري
ـ المصافحة تزيد في الود.. الحسن البصري
ـ الحسن ما حسنه العقل والقبيح ما قبحه العقل.. ابن رشد
ـ هات البديل إذا أردت أن تغير وضعاً خاطئاً .. محمد الغزالي
ـ لا يوجد مستحيل أمام من يحاول .. الإسكندر الأكبر
ـ من خفي عليه عيبه خفيت عليه محاسن غيره.. ابن المقفع
ـ من كان الصدق وسيلته كان الرضا من الله جائزته .. أبو سليمان الدراني
ـ إذا كانت العينان قد وجدتا للنظر فالجمال هو مبرر وجودهما .. شيللر
ـ ويل لأمة لا وطن لها .. فليكس فارس
ـ شخص بلا هدف مثل سفينة بلا دفة .. توماس كارلايل
ـ ينبغي إقامة نُصب للصمت.. توماس كارلايل
ـ لا شيء يقوي النظر كالغيرة.. توماس فولر
ـ الصيت هو ما يعرفه الناس عنا، أما الخُلُق فما يعرفه إلا الله.. توماس بين
ـ  أي قيمة للفضيلة إذا لم توجد حرية .. لامارتين
ـ إن خطيئة الفعل خير من اللآ فعل ألف مرة .. جان بول سارتر
ـ النملة مواطن مثالي لأنها تضع مصلحة الجماعة فوق مصلحة الفرد .. كارنس داي
ـ البلاغة هي الضوء الذي يجعل الذكاء يشع .. شيشرون
ـ الجنون احتراق لسقف العقل .. ستندال
ـ أعظم خطأ أن ترى نفسك دائماً على صواب .. هانز
ـ كثيراً ما نرى الأشياء على غير حقيقتها لأننا نكتفي بقراءة العنوان .. هنري بيرجسون
ـ كيف تعرف أن الثمرة نضجت؟ بكل بساطة عندما تفارق الغصن .. أندريه جيد
ـ لو اشتغلت 8 ساعات بإخلاص فقد تصبح رئيساً لتعمل 12 ساعة في اليوم .. روبرت فروست
ـ أبلغ الكلام ما حسن إيجازه وقل مجازه وكثر إعجازه وتناسبت صورهو وأعجازه .. أبو منصور عبد الملك
ـ من لا يقبل النصيحة لا يمكن مساعدته .. بنيامين فرانكلين
ـ المنتصر لا ينتصر ما لم يعترف المهزوم بهزيمته .. كوانتوس إينيوس

الشارع القديم



نشرته بأخباريوم بيوم

مررت على الشارع القديم منذ أيام، تجولت بين طرقاته، كانت نوافذ البيوت معظمها مغلقة وتكاد تكون مقفرة خالية من سكانها، وتذكرت كيف كانت تلك النوافذ والشرفات مفتحة وقاطنيها يخاطبون بعضهم من الشرفات ويضحكون ويتحدثون في أمور حياتية تتيح لكل من يقف في شرفته أو يطل من نافذته الاشتراك في الحديث... اتذكر كيف كانت العلاقات الاجتماعية آنذاك مترابطة وقوية ومفتوحة.. لا أسرار، لا مؤامرات... فكلما ضاقت المساحة التي تفصل بين الناس زاد ترابطهم، وكلما اتسعت قل اهتمامهم ببعضهم البعض.

ولمحت مجموعة من الأطفال يلعبون بالحديقة المجاورة .. توهمت للحظة أن قلب طفل أستقر بين أضلعي وأن رفاقي لم يكبروا، وأن التفاصيل القديمة مازالت قيد استمرار، لكني اكتشفت أن الكثير من التفاصيل قد اختفت، ومات العم جعفر صاحب البقالة، ذلك الرجل الذي كان يقدم لنا السعادة بما يبيعه من شوكولاته وبسكويت و... شعرت بالتصاق الزوايا وضيق المساحة القديمة التي كنا نراها في طفولتنا واسعة كفضاء، فلم يعد المكان بحجمه السابق الذي يتسع لعدد كبير من أطفال الحي، ربما لأنه أدرك أنه لم يعد حلم طفل 2013

الدكان كان يوماً كجزيرة حلم نتجول بها بين حلوياتها بقلوب أطفال تمنوا أن يكبروا كي يقتنوا منها الكثير، فما سر الفرحة التي كنا نشعر بها عند دخولنا البقالة في طفولتنا، لم نعد نشعر بها الآن عند دخول أكبر المولات والأسواق التجارية، رغم توافر كل أنواع البضائع وباستطاعتنا شراءها.

وكان للبقالة في طفولتنا رائحة مميزة، رائحة تملك القدرة على تسريب الفرح إلى أجسادنا الصغيرة، رائحة لن ينساها أطفال 1980 رائحة لا توصف، لكنها لاتنسى وإلى الآن، وربما كنا أوفر حظاً من باقي صغار الحي أنا وكريم، رفيق طفولة تلك الأيام ومن "نجوم السينما المصرية اليوم"، لأننا كنا مدللي جدانا جدي حسين وجده عبد العزيز رحمهما الله، كنا يملكان المال لكن في بقالة عم جعفر لم يكن للمال الكثير أهمية، كانت " البريزة الحمرا ـ 10 صاغ أو 10 قروش" الورقية هي بطلة الحكاية وكانت تعني لنا الكثير...

أحن اليوم إلى شقاوة طفولتنا إلى تسلق الأسلاك الشائكة للحديقة وإعتلاء شجرها، والجري خلف رفاق الطفولة، وإرهاق جسد جدي وهو يمتد من النافذة للإطمئنان علي، وقلق جدتي من أن آكل قبل غسل يدي من اللعب بتراب الحديقة، أحن إلى برنامج "ماما نجوى" وإلى مسلسل (أبنائي الأعزاء.. شكراً "بابا عبدو" ) إلى انتظار حافلة المدرسة وترقب ظهور الباص البرتقالي من بعيد، إلى طابور الصباح ونشيد بلادي بلادي لك حبي وفؤادي، إلى معلمتي "مس ليلى"....

الآن أين طفولتنا، أين بقالة عم جعفر، أين رائحتها المميزة، أين الفرحة التي كانت تسكن قلوبنا عند انتقاء حلوياتها، أين الأمان الذي كنا نشعر به مع عم جعفر، أين "البريزة الحمرا " الورقية القادرة على شراء أشياء متعددة، أين الرفاق، أين أصحاب البيوت، فأكثر ما يؤلم بعد الفقد خلو البيوت من أصحابها، فالبيوت القديمة تغلق على أصواتهم ووجوههم وتفاصيل تقاسمناها يوماً معهم، تغلق البيوت كأنها لم تكن يوماً عامرة بهم، كأن جدرانها لم تشهد ضحكاتهم وهمساتهم وبكاءهم.

عصفور النار




نشرته بأخبار يوم بيوم

كقطعة من الضوء يغادرون الدنيا، وكقطعة من ظلام تبقى هي خلفهم، فبعض الأحبة حين يغادرون، كأنهم يكسرون كل مصابيح الإنارة من على الطرقات المضاءة، فيُخيم خلفهم ظلام مرعب، لا نبصر به سوى تفاصيلهم وبقاياهم ومساحة فراغهم الموحش خلفهم، وكأنهم عند المغادرة يغلقون في الحياة شيئاً ويرحلون، فيغادرون قبل أن نقول لهم شكراً، قبل أن نقبل جباههم بحب وامتنان، قبل أن نترك على أبوابهم باقة ورد أبيض قبل أن نخبرهم كم نحبهم وكم دثرنا وجودهم بالأمان وكم كان الزمان بصحبتهم جميلاً...

كشعاع من ضوء مروا في عمرنا ومضوا، ككل الأرواح التي منحتنا النور وعلقت القمر على طريقنا المظلم ومضوا تاركين في فراغها الكثير، الكثير الذي لا يملأ والأثر الذي لا يُمسح ولا يتلاشى ولا يزول مهما اغتسلنا، فالماء يغسلنا من الخارج فقط، لهذا تبقى أحزاننا بعد الاستحمام كما هي...

غالباً يرحل الطيبون مبكراً، رحل ولم يترك خلفه المال ولا البنون، لكنه ترك من الإبداع ما يخلده في القلوب والدروب سنوات طويلة، لهذا لم يكن رحيله خبراً في صحيفة تستقبله القلوب بحزن وتكمل صباحها بروتينها اليومي، فقد بكته القلوب بكاء عزيز...

كان آخر الراحلين من مبدعي كتاب المسلاسلات، كأنه أغلق الباب خلفه ومضى، وكأنه آثر اللحاق بركب الأحبة، أحبته الذين سبقوه في الرحيل، الذين بكاهم يوماً بحرقة، وتقبل العزاء فيهم بقلب مفجوع بفقدهم،وها هو اليوم ينفرط من العقد ذاته، عقد الصحبة والأحبة ليلحق بهم مخلفاً وراءه دنيا ربما لم يذق من فرحها الكثير، ورحل وبقي منه حولنا وبنا الكثير، فمثله حين يمر لا يمر مرور الكرام...

ولد في 27 يوليو 1941 حصل على ليسانس الآداب من قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس عام 1962 عمل بعد تخرجه أخصائيًا اجتماعيًا في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم عمل مدرسًا في مدرسة بمحافظة أسيوط من 1963 إلى 1964 ثم انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ من 1964 إلى 1966 انتقل بعدها للعمل كأخصائي اجتماعي في رعاية الشباب بجامعة الأزهر من عام 1966 إلى عام 1982 عندما قدم استقالته ليتفرغ للكتابة والتأليف.
وكان قد بدأ بكتابت مقالًا أسبوعيًا في جريدة الأهرام ثم كاتب روائي ومسلسلات وأفلام ومسرحيات، إلى أن أصبح أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية، وتعتبر أعماله التلفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي.

ومن أعماله :
ـ الروائية: خارج الدنيا، مجموعة قصصية صدرت عام 1967 ـ أحلام في برج بابل، رواية صدرت عام 1973  مقاطع من أغنية قديمة، مجموعة قصصية صدرت عام 1985 ـ منخفض الهند الموسمي، رواية صدرت عام 2000  وستعرض مسلسل في رمضان القادم ـ وهج الصيف، رواية صدرت عام 2001 ـ سوناتا لتشرين، رواية صدرت عام 2010

ـ الدرامية: وأدرك شهريار الصباح ـ أنا وإنت وبابا في المشمش ـ وقال البحر ـ عصفور النار ـ الراية البيضا ـ ريش علي مفيش ـ لما التعلب فات ـ رحلة أبو العلا البشري ـ أبو العلا البشري 90 ـ وما زال النيل يجري ـ ضمير أبلة حكمت ـ  الشهد والدموع.. جزئين ـ  ليالي الحلمية.. خمسة أجزاء ـ أرابيسك ـ زيزينيا.. جزئين ـ امرأة من زمن الحب ـ أميرة في عابدين ـ  القاهرة 2000 ـ كناريا وشركاه ـ عفاريت السيالة ـ أحلام في البوابة ـ المصراوية.. جزئين، وكان آخر أعماله

ـ السينمائية: كتيبة إعدام ـ تحت الصفر ـ  الهجامة ـ دماء على الإسفلت ـ الطعم والسنارة ـ الإسكندراني.

ـ المسرحية: القانون وسيادته ـ البحر بيضحك ليه ـ الناس اللي في الثالث.

توفي  في مثل هذا اليوم 28 مايو 2010  أثناء وجوده بغرفة العناية المركزة بمستشفى وادي النيل وكان يوم جمعة... إنه الرائع الخالد أسامة أنور عكاشة.

فاشلون ولكن...



نشرته بأخبار يوم بيوم في ابريل 2013

دائماً يتم الاحتفاء بالمتفوقين، ولا يتم الاحتفاء بالفاشلين، علماً بأنه لولا الفاشلون لما كان المتفوقون، أي أن للفاشلين دوراً أساسياً في تفوق المتفوقين، ولذلك لماذا نحرم الفاشلين من الاحتفاء ونحطمهم نفسياً بالتجاهل، أليس أكبر فلاسفة وعباقرة ومخترعي العالم كانوا من الفاشلين؟

فكم من عباقرة ومبدعين كانوا في طفولتهم أغبياء وبعضهم بقي على حالته حتى وفاته وبعضهم عاشوا في حالات نفسية صعبة حتى رحيلهم، ومعظمهم كانوا فاشلين في دراستهم ونذكر منهم:

ـ اسحاق نيوتن: العبقري الانجليزي مكتشف الجاذبية كان خاملاً دائماً وآخر أقرانه في الفصل
ـ تشارلز داروين: الإنجليزي صاحب كتاب أصل الأنواع وكان رأي والده فيه أنه طفل لا يصلح لأي شيء وأنه عار على نفسه
ـ جان جاك روسو: كان يخاف الرعد والبرق ويظن أن حدوثهما موجه ضده، ويظن أن كل إنسان في الوجود منافس له
ـ إميل زولا: الكاتب الفرنسي كان رديئاُ ولا يحب الدراسة ترك المدرسة ورفض العودة إليها
ـ تشارلز ديكنز: الكاتب الإنجليزي كان غبي وغريب الاطوار وسريع الغضب ويدخل بيوت أصدقائه ـ من النوافذ وليس الأبواب
ـ لويس باستور: العالم الفرنسي مكتشف علاج داء الكلب كان مصاباً بداء النسيان وشرود الذهن، حتى أنه كان ينسى اسمه ونسي حضور حفل زواجه
ـ فرانسيس بيكون: السياسي والأديب الإنجليزي، اتهم أكثر من مرة بالرشوة وخان أقرب أصدقائه نظير مبلغ من المال، وقدم للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى
 ـ جميس واط: الأسكتلندي مخترع المحرك البخاري، كان تلميذا غبياً ومتأخر عن عمره الزمني
ـ شيللي: الثائر والشاعر الإنجليزي الساخر، كان يعاني الهلوسات، وكان يدعي أن القيمة الفنية تأتي من خلال الهلوسات
ـ بيتهوفن: على الرغم من فقره كان يستأجر أكثر من ثلاثة بيوت في وقت واحد
ـ فيودور دوستويفسكي: الروائي الروسي صاحب "الجريمة والعقاب" كان مقامراً حتى أنه ترك وطنه هارباً من دائنيه
ـ آرنست همنغواي: الروائي الأمريكي صاحب رواية "العجوز والبحر" التي حصلت على جائزة نوبل للآداب، كان يعاني مرض الاكتئاب ومات منتحراً
ـ موزارت: كان دائم الشك ويتوهم أن كل طعام يقدم له مسموم
ـ بلزاك: الكاتب الفرنسي كان يسير في الشوارع يسجل أرقام المنازل ثم يجمعها، فإذا كان المجموع من مضاعفات الرقم 3 يشعر بسعادة ويكتئب إذا كانت النتيجة عكسية
ـ فولتير: كان لا يستطيع الكتابة إلا إذا وضع أمامه مجموعة من أقلام الرصاص، وبعد الكتابة يحطمها ويلفها في ورقة ويضعها تحت وسادته وينام
ـ فان جوخ: قدم أذنه هدية بعد أن قطعها لامرأة أحبها كانت قد طلبت ذلك وهي تمزح، وقد مات منتحراً حيث أطلق النار على نفسه في الرأس
ـ ليو تولستوي: العبقري صاحب "أنا كارنينا"و"الحرب والسلام" فشل في دراسته
ـ جورج واشنطن: أول رئيس أمريكي كان خجولاً ومتعثر التفكير ويرتبك في وجود الغرباء فيصمت، وأحياناً كانت تصدر عنه تصرفات مراهقين كملاحقته للنساء
ـ توماس أديسون: مخترع المصباح الكهربائي، كان زملاؤه يصفونه بالأبله، وكان فاشل في الدراسة ووالده كان يعتقد أنه طفل غبي...
آينشتاين وبسمارك وبيكاسو وولتر سكوت وصموئيل جونسون...  فشلوا في دراستهم فشلاً ذريعاً حتى في مواضيع تخصصهم .

وبمناسبة حديثنا عن الفشل والغباء إليكم هذه القصة: دخل طفل صغير لمحل الحلاقة فهمس الحلاق للزبون، هذا أغبى طفل في العالم … إنتظر وأنا أثبت لك. وضع الحلاق جنيه بيد و 25 قرشا باليد الاخرى ونادى الولد وعرض عليه المبلغين فأخذ الولد اـ 25 قرشاً ومضى، فقال الحلاق للزبون: وفي كل مرة يكرر نفس الامر. وعندما خرج الزبون من المحل قابل الولد خارجاً من البقالة فساله: لماذا تأخذ الـ 25 قرشا كل مرة ولا تأخذ الجنيه؟ فرد الولد: لأنه في اليوم الذي آخذ فيه الجنيه سوف تنتهي اللعبة..
 الغبي هو الذي يعامل الناس على أنهم أغبياء


 

في الحب قالوا



نشرته بأخبار يوم بيوم
من يحب أحد لجماله، فهذا ليس حباً بل هو شهوة، ومن يحب أحد لذكائه فهذا إعجاب، ومن يحب أحد لماله فهذا لأنه مادي، وعندما نحب أحد لأنه إنسان جيد فهذا شكر لإحساسنا، فإن أحببنا شخص ولم نعرف لماذا نحبه، فهذا هو الحب الحقيقي .
الحب الحقيقي ليس له غايات ولا مصالح، وأن نخشى في والقوع في حب شخص ما، فهذا يعني أننا وقعنا في حبه حقاً، فالحب الحقيقي هو أن نحب شخص بعيوبه دون أن نسعى إلى تغيير هذه العيوب أو الشخص، فالحب الذي نسعى فيه إلى تغيير شخص من أجلنا هو ليس حباً له، إنه حب لذاتنا.. الحب الحقيقي شجرة راسخة جذورها في الأرض.
وفي الحب قالوا:
ـ عندما يومىء إليكم الحب الحب اتبعوه حتى ولو كانت طرقاته وعرة وشائكة ـ جبران خليل
ـ إن الحب ظاهرة مريحة للوجدان، والإنسان الذي لا يفهم الحزن تكون عاطفته محدودة جداً ويعاني نقصاً وجدانياً وإنسانياً ـ ناجي العلي
ـ في الحب يحتاج المرء إلى أن يصدق والصداقة يحتاج إلى أن يفهم ـ أبيل بوفار
ـ لو كف الناس عن الحب، كف الكون عن الدوران ـ ابن قيم الجوزية
ـ بماذا يفيدنا الأدب إن لم يعلمنا كيف نحب ـ كامي لورانس
ـ  الحب مثل الموت وعد لا يرد ولا يزول ـ محمود درويش
ـ الحب هو عدم حصول الرجل فوراً على ما يشتهيه ـ الفريد كابوس
ـ عينا المرأة سر إلهام الرجل ـ بيرون
ـ حب الجمال هو حب لكل شيء في أسمى الصور ـ عباس محمود العقاد
ـ لو كان الرجال لا يتزوجون إلا ممن يحبون لمات أكثرهم عزاباً ـ ستيفنسون
ـ دائماً تولد الغيرة مع الحب ولكنها تموت معه على الدوام ـ لاروشفوكو
ـ الحب هو الجنون المعقول في الدنيا ـ مصطفى محمود
ـ إن اختفى الحب فستتحول الأرض إلى قبر كبير ـ روبرت براوننج
ـ الحب يلمع كا لؤلؤة في ظلام القلب البشري ـ رابندرات طاغور
ـ الزواج هو الترجمة النثرية لقصيدة الحب ـ أنيس منصور
ـ الحب لا تحدده جغرافيا جسد المرأة ـ نزار قباني
ـ الحب هو الجنون الوحيد المعقول في الدنيا ـ مصطفى محمود
ـ إني أخاف من الحب كثيراً ولكن القيليل من الحب لا يرضيني ـ مي زيادة
ـ يزيد الحب عمقاً كلما تقدم في العمر ـ كيرك دوغلاس
ـ الحب وقود الحياة ـ روبرت براوننغ
ـ جزاء الحب هو الحب ـ فريدريش شيلر
ـ الحب لا ينظر بالعينين بل بالعقل ـ شكسبير
ـ في الحب واحد وواحد يساوي واحد ـ سارتر
ـ الحب هو أجمل سوء تقدير بين الرجل والمرأة ـ فيكتور هوغو
ـ كل إنسان يصبح شاعراً إذا لامس قلبه الحب ـ أفلاطون
ـ الحب ضرب من الحرب ـ أوفيد
ـ ما الحب إلا جنون ـ شكسبير
ـ الحب دائماً جديد ـ باولو كويلو
ـ لسان الحب في عينه ـ جون فلتشر
ـ الحب شعر الحواس ـ بلزاك
ـ المحبة أرجوحة بين البسمة والدمعة ـ بيرون
ـ الحب قبل الزواج رواية وبعد الزواج تاريخ ـ صبحي الشاروني
ـ في الحب يحتاج المرء أن يصدق، وفي الصداقة يحتاج أن يفهم ـ أبيل بوفار
ـ إذا اختفى الحب فستتحول الأرض إلى قبر كبير ـ روبرت براوننيج
ـ ذكرى الحب أقوى أثراً من الحب، لذا يتغذى الأدب من الذاكرة لا من الحاضرـ أحلام مستغانمي
ـ الزمن بطيء جداً لمن ينتظر، سريع جداً لمن يخشى، طويل جداً لمن يتألم، قصير جداً لمن يحتفل، لكنه الأبديه لمن يحب ـ وليم شكسبير.

فارس الرومانسية

نشرته بأخبار يوم بيوم وجريدة الكرنك
 
في العاشر من يونيو 1917 وفي منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة ولد ونشأ، التحق بالكلية الحربية في نوفمبر 1935 وتم ترقيته إلى درجة الجاويش وهو في السنة الثالثة وبعد تخرجه من الحربية تم تعيينه في سلاح الصواري وأصبح قائدا لفرقة من فرق الفروسية، بدأ منذ منتصف الأربعينات في التركيز على الأدب وليؤكد وجوده كقاص فقد نشر عدد من المجموعات القصصية وأعقبها بكتابة عدد من الروايات، كان في تلك الأثناء يجمع ما بين عالم الأدب والحياة العسكرية حيث كان له الفضل في إنشاء سلاح المدرعات، وقد بدأ مسيرته في العمل العام بإنشاء نادي القصة مع زميله احسان عبد القدوس، وأسهما في انعاش الحركة الأدبية وظهور أسماء لمعت في ما بعد.

استكثر عليه زملاؤه أن يكون موظفاً مرموقاً وأديباً ناجحاً، فشككوا في أدائه كموظف، وفي موهبته كأديب، لم يستسلم ولم يغيره النجاح، وعبر عن ألمه حين قال:"كلما حلقت بي الطائرة، أو شقت بي عباب اليم باخرة، أشعر بأنني أقترب أكثر إلى عدالة السماء، وأبتعد أكثر عن شوائب الأرض، فلا مجلس فنون ولا مؤتمر آسيوي، ولا يوميات ولا كتابة قصص ولا غيرة ولا بغض ولا غدر ولا حسد ولا ضغائن ولا سخافات آدمية، بل خروج من كل سلطان الأذى والتعب والضيق والألم، ورقي الشعور عن كل شعور"

 تولى مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف منها روز اليوسف آخر ساعة دار الهلال الأهرام وفي عام 1977 أصبح نقيبا للصحفيين كما تولى  وزارة الثقافة المصرية، سافر السادات إلى القدس في نوفمبر 1977 مما جعل عديد من الدول العربية إلى قطع علاقاتها مع مصر ورافق السادات في رحلته بصفته رئيسا لتحرير جريدة الأهرام، وبعد نحو ثلاثة أشهر سافر إلى قبرص رغم كل التحذيرات ليُغتال هناك.

كتب نصيحة لابنه ولقرائه يقول فيها:"يابني لا تعدُ ولا تجر، إن الحياة طويلة فلا تنهك نفسك بالعدو فيها، فستصل إلى النهاية مقطوع الأنفاس محطم القوى، سر على مهل وتكلم على مهل، وافعل كل شيء على مهل، يكفي أن تفعل في حياتك نصف ما تفعل، فلو أنك ستسير في حياتك ألف ميل وتتكلم نصف مليون كلمة، سر نصفها وتكلم نصفها، فليس هناك ما يجبرك على أن تفعلها كلها، فلن تقدم في نهاية حياتك كشفاً بما فعلت"   

إنه أديبنا الرائع  صاحب رد قلبي، نادية، أرض النفاق... فارس الرومانسية "يوسف السباعي" الذي سئل يوماً عن السبب الذي منعه من كتابة مذكراته، فأجاب أنه فعل، فقد كتب أدق تفاصيل حياته في كتبه العديدة، أو كما قال الأديب يحيى قنديل:" قدر الكاتب أن يتعرى ليكسو الآخرين، فشاء أم أبى، خطط أو لم يخطط، لا بد أن تتسرب حياته على الورق"

كان يرى الموت قريباً جداً منه، فقال:"أرى الموت كامناً بجواري في كل لحظة، في عربة تعدو على الطريق، أو في زر للكهرباء، أو في عود ثقاب، أو من قطعة جاتو، أو من رصاصة صغيرة، أو من كل شيء وفي كل شيء" وهذا ما حدث، فلم تكن رصاصة صغيرة بل ثلاث أردته قتيلاً وهو يتصفح الصحف والكتب في بهو فندق بقبرص من قبل متطرفان عرب في 18 فبراير 1978

أمير الساخرين




نشرته بأخبار يوم بيوم وجريدة الكرنك

 ((أصابع زينب رغم حلاوتها لا تعزف.. ولقمة القاضي رغم روعتها لا تحكم، والقانون لا يحمي المواطنين))

إن الروعة والمتعة تذكرنا بالعابرين في حياتنا، وهنا يجب أن نبحث عن السر في ذلك، على الرغم من علمنا أن هؤلاء حين داهمونا أول مرة كأنهم قالوا لنا نحن عابرون في حياتكم، وليس عليكم الالتزام تجاهنا، فلن نحزن إن لم تتذكروننا.. فالعابرون في حياتنا ليسوا هامشيين، إننا نتذكرهم كلما سمحت الذاكرة بذلك، وكلما اقتحموا ذاكرتنا بلا استئذان، فيدخلون بشكل لطيف معطرين بالدهشة، نتذكرهم على الرغم من مرورهم السريع في حياتنا، فلا تحزنوا إذا كنتم عابرين في حياة الآخرين، فربما يتذكرونكم، ولا تزدروا العابرون، فربما يقتحم أحدهم ذاكرتكم ليستوقفكم أكثر مما استوقفكم حين كان عابراً في حياتكم...

هو كاتب وصحفي مصري، ولد في 25 سبتمبر 1952 وتخرج من الكلية الحربية وشارك في ثلاث حروب مصرية وكان أحد ضباط حرب أكتوبر، درس القانون في كلية الحقوق والفلسفة في كلية الآداب، وكان يكتب في مجالي القصة القصيرة والشعر وله أعمال منشوره، منها كتاب «مصر على كف عفريت» الصادر عام 2009

كانت بداياته كاتباً صحفياً في جريده القاهرة الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية والتي يرأس تحريرها الأستاذ صلاح عيسى، وكان يشرف على صفحة «مراسيل ومكاتيب للقراء»  وقبل وفاته كانت تنشر مقالاته في عدة صحف، وله عمود يومي تحت عنوان «تخاريف» في جريدة المصري اليوم يتابعه يوميا مئات الآلاف في مصر والوطن العربي من خلال الجريدة ومواقع إلكترونية عديدة تتداول العمود، كما كان يكتب في جريدة الأهالي الصادرة عن حزب التجمع الذي كان عضواً فيه.

قدم في كتاباته الساخرة روح التمرد وشفافية الصورة وقسوتها في آن واحد، وزهد في الحياة إلى حد الانعتاق، لم يبخل بإبداعه وجهده على أحد، فتوهج بأخلاقه الدمثة وحبه لجميع من عرفهم، من خلال مسيرة تزينت بالعفوية والجمال، وخطت لها طريقاً واضحاً ومميزاً وسط الزحام، مثل شجرة شامخة ضربت جذورها في الأرض وتعلقت أغصانها بالسماء، نشأ تحت ظلالها الوارفة الكثير من الكتاب، حيث منحتهم ثمارها بحب، وزودتهم بكل ما يحتاج إليه الراغب.

في كتاباته ربط غنى الأغنياء بفقر الفقراء، وتحمل فيها مسؤلية إنسانية وأخلاقية تجاه الفقراء، لا من باب الشفقة والعطف والكرم والإحسان، بل من باب الواجب الإنساني والاجتماعي الذي يفرض على كل ذي مقدرة أن يستخدمها في سبيل الخير والمنفعة العامة، وإلا تحول غناه ترفاً لا يسمن ولا يغني من جوع، وبات المال مالكاً له بدل أن يكون هو المالك.

ابتدع  مدرسة جديدة في فن الكتابة الساخرة تعتمد على التداعي الحر للأفكار والتكثيف الشديد، وطرح عدداً كبيراً من الأفكار في المقال الواحد وربطها معاً بشكل غير قابل للتفكيك، بحيث تصير المقالة وحدة واحدة شديدة التماسك على الرغم من احتواءها على أفكار منفصلة عن بعضها، كما يتميز أسلوبه باحتواءه على الكثير من التوريات الرائعة التي تشد انتباه القارئ حتى نهاية المقال، كما أنها تفتح مداركه على حقائق ربما غابت عنه.

يُعد أحد أهم الكُتاب الساخرين في مصر والعالم العربي ، توفي في مثل هذا اليوم 12 فبراير  2012 أثر أزمة قلبية أثناء مشاركته في مظاهرة مناهضة لحكم العسكر، وبوفاته لم يعد على الباب موجة ولم يعد للصبر حصاة، حتى الأرض آثرت الصمت على الكلام، فقد رحل كاتب وشاعر البحر والعشق  ذي القلب الأبيض الكبير، ابن الاسكندرية الذي قاد ركب التجديد في الكتابة الساخرة، "جلال عامر" الذي حمل في يد راية مما نهل وتعلم، وفي الأخرى موهبته الفذة المترفقة، فسطر في ذاكرة الكتابة الساخرة علامات ستظل فنارات لا تنطفىء، تهدتدي بنورها قوافل الأجيال القادمة.



وسط البلد بثوب جديد




نشرته بأخبار يوم بيوم وجريدة وسط البلد

مجدداً يُثبت فريق برنامج وسط البلد " تقديم: خالد تليمة، إعداد: أميرة أحمد، جرافيك: معتز النحراوي ـ هشام يوسف، تصوير: رامي السيد ـ مجدي موريس ـ ماهر سعيد، صوت: مجدي محمد ـ كريم محسن ـ مصطفى ربيع، إضاءة: مبروك عبد المنعم ـ مصطفى محمد ـ حسين محمود، مونتاج: أحمد رجائي، رئاسة التحرير: سامح حنين، إخراج: وائل أحمد " أنهم فريق عمل ناجح يجيد تقديم حلقة تلفزيونية دسمة، بين منزلتين من السياسية الخفيفة والاجتماعية الوثائقية الهادفة في آن واحد، وتقديم صورة من الواقع المصري بعيداً عن الزور باسم الثورة لمن ينتحلون صفتها بغير وجه حق، وكذلك الحث على استنتاج الترميز والدلالات والإسقاطات المباشرة على الواقع .

 ففي حلقته الأولى من الجزء الأول، استضاف البرنامج الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الذي أكدت الأيام والسنين والزمن، أنه لم ينزع من داخله الثورجي والشاعر والمشاغب العاشق لمصر، ثم فاجئنا البرنامج بعد أسبوع باستضافة السياسي الكبير حمدين صباحي في حلقة كانت من أجمل وأروع لقائاته، حيث عرفنا فيها صباحي الإنسان والفنان والشاعروالصحفي.. لا السياسي فقط، فقد استطاع فريق البرنامج أن يستخرج أحاسيسه ومشاعره لتقديمها للمشاهدين بطريقة استثنائية، فمن تابع تلك الحلقة يستطيع أن يلمس التفاعل والإنسجام للسيد حمدين مع ما طُرح عليه من أسئلة، مما جعل المسئولين بالقناة مد وقت الحلقة لساعة أخرى استثنائياً  

وبمتابعة للبرنامج على قناة "أون تي في" لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال المجهود الذي يبذله الفريق، سواء كان على صعيد الإعداد أو التقديم أو اختيار الضيوف، سواءً في الجزء الأول للبرنامج أو بعرضه الجديد 

فبعد نجاح البرنامج على مدار شهر رمضان والذي لفت الانتباه منذ حلقاته الأولى، مع الأداء المتميز لجميع فريق العمل واختيارهم لمواضيع مثلت اختياراً ذكياً وموفقاً، أضاف الكثير من الواقعية إلى البرنامج، هاهم يثبتون مرة أخرى أن الأيام تزيدهم توهجاً وخبرة وبراعة في عملهم، خصوصاُ أن معظمهم سياسيين، استطاعوا الخروج بالبرنامج من ثوب السياسيون بثوب الاعلاميون، وخاصة خالد تليمة الذي أراهن عليه أنه سيصبح مستقبلاً أحد أهم الوجوه الاعلامية والسياسية في آن واحد

يعود البرنامج في كل خميس الساعة الخامسة والنصف ويعاد الجمعة في نفس التوقيت، بثوبه الجديد الوثائقي بحوارات ومقابلات مع  المبدعون سواء من الشباب أو الجيل القديم وتناول ملفات مسكوت عنها بطريقة وثائقية

وسط البلد دعوة إلى الحب والفرح والجمال والمصالحة، وعلامة جديدة على أن الشباب يظل قادراً على تقديم ما هو جديد وجميل مهما كانت الظروف، وكم نحتاج إلى ما يدعو على الحب والجمال في زمن الدعوة للضغائن والأحقاد .