يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

بنفكر في إيه ؟ الأجور والطوارئ ونحن ... ومصر

نشر في جريدة أهالينا

لا يدري أحد ما هي المهنة الأفضل أو العمل المناسب له، فالكل يجتهد في وضع بعض المعطيات بناءً على الحالة الإقتصادية التي يعيش فيها خلال عصره و كذلك بالنظر إلى الأشخاص المحيطين به ليقرر ما سيكون عندما يكبر، و مع وضع هذه المعطيات وإضافة بعض الظروف الخارجة عن الإرادة و التي تتمثل أحياناً في الحصول على الدرجات المناسبة أو الذهاب إلى الجامعة المرغوب فيها يأتي تقرير المصير، و إذا تمعنا في النظام التعليمي نتساءل على أي أساس يُقرر من هو الناجح من غيره، سنجد أن شخصاً ما وضع نظاماً ما في السابق و اتبعه العالم، يكون فيه الأطفال في سن السادسة مؤهلين لبداية الدراسة و مقرر عليهم مواد ليست لها علاقة بالحياة المهنية أو العامة و بذلك يكون بمفهوم المعطيات شخصاً ذكياً، و لكن تأتي المفاجأة عندما يواجه الحياة، فنجد الخريج إن كان ذكياً في ما أقر عليه و ليس في ما اختاره أم لا، و أنا لست ذكياً لأكتشف هذا الآن فحالي كحال الأغلبية، كنت أتمنى أن أكون طبيباً و لكن لم تشأ الظروف و صرت كاتب و مُعد برامج بإحدى القنوات الفضائية و مديراً للعلاقات العامة بإحدى شركات السياحة، و عند النظر إلى متطلبات العصر و الحالة الإقتصادية الصعبة أجد أن حظي أفضل في ما أعمل به اليوم مما لو كنت طبيباً، و لهذا تساءلت ماذا أريد أن أكون إن لم أكن كما أنا الآن؟ بالتأكيد لأردت أن أكون ما أنا عليه الآن!

و لو أني أصغيت إلى كلام من حولي لما عشت حياتي هذه على طريقتي، و كان حظي أوفر بكثير من حظ زملاء و أصدقاء لي يعملون بأجور و مرتبات ضعيفة لذلك خرجوا و خرجت معهم في عيد العمال مشاركين العمال و المهنيين و النقابيين و الموظفين و المعاقين، المسيرات و الوقفات الإحتجاجية مطالبين بحد أدنى للأجور و زيادة الرواتب و المعاشات و تأمين صحي و تعديل دستور و إنهاء فرض حالة الطوارىء مرددين الهتافات و الشعارات منها:

حد أدنى للأجور النظام لازم يغور

حزب الطبقة العاملة جاي فارش نوره و فارش ضي

حزب الطبقة العاملة طالع من الغيطان و المصانع

نموت نموت وتحيا مصر و هذا الشعار القديم رُدد لأنه ترسخ في مفاهيمنا و ارتبط بعلاقة خاصة، فحين نذكر الموت بحب فإننا نربطه دائماً بمصر كما تعلمنا منذ الصغر نموت نموت و تحيا مصر و كأن مصر لن تحيا و لن تعيش إلا إذا متنا، الآن علينا أن نغير هذا الشعار ونقول نعيش نعيش و تحيا مصر، هكذا أحلى و أصدق خاصة أن مصر ستتعافى و تحيا بأبناءها الذين سيكون ولاءهم ووفاءهم لها، و الولاء قدمته قبل الوفاء لأن الولاء أعمق من الوفاء فربما نكون أوفياء للحبيب و الأصدقاء و الأقرباء و لكن الولاء يكون للوطن و المبدأ و الحزب، فليكن ولاؤنا لمصر يوم 16 مايو و يخرج المصريين الحقيقيين للدفاع عن مطالبهم التي هي حقوقهم.

رسالة إلى من يهمه الأمر



نشرته في موقع يلا تغيير
أوقن أن للعرب أقلام إن كتبت إستيقظت لكتاباتها الدنيا، فما بال الأقلام جامدة لا تتحرك، أيها العرب هل أصابكم من الهوان ما كسرتم من أجله أقلامكم، أم هل تغيرت منكم المشاعر فأصبحتم لا تشعرون بعظيم ما يلحقكم من عار إن لم ترفعوا أصواتكم على أقل التقدير بالنكير، فلا أقل من الرفض بأقلامكم،...
أصبحتم تضعون أيديكم بين أيدي أنظمة دموية و تصمتون على جرائمهم باسم الصداقة و العلاقات الدبلوماسية و التجارية، إنهم يريدون نزع ترسانتنا الحربية و تغيرها بالأسلحة البيضاء و يحولونا إلى متسولين في المحافل الدولية بعد أن ملأنا الأرض و ملكنا الناس، بعد أن كنا ممن يملكون أكبر إحتياطي مالي، أضاعوا ماضينا و يصرون على تتضيع مستقبلنا، نهبوا خيرات بلادنا وسطوا على أحلامنا، لكننا سنظل أثرياء بمبادئنا و ماضينا و حضارتنا رغماً عنهم.
هذه رسالة أتوجه بها إلى كل عربي مسلم و مسيحي، إن كنتم تذكرون الوطنية فأذكركم بدولة من وطننا العربي أبتُلعت في ليلة، فلسطين التي إحتلتها إسرائيل منذ عام 1948 و حتى الآن يُقتل أهلها ، فإخواننا هناك يصرخون باسم العروبة التي يقدسونها و العدالة التي ينشدونها أن ننتصر لضعفهم و نعينهم على أمرهم لا أن نقف نشاهدهم.و إن كنتم تذكرون العروبة و شعارها فأذكركم بعرب مثلنا سلبت حريتهم و ديارهم و أراضيهم و منعوا من الصلاة في مسجدهم "الأقصى" بالقدس و كنيستهم "المهد "فى بيت لحم لكنهم و قفوا و تصدوا لعدوهم بالحجارة لأنهم لم يجدوا سلاحاً يحملونه، لكنهم منتصبي القامة يمشون في كفهم حجر و على كتفهم نعش.إن كنتم تذكرون الدين فأذكركم بمسلمين و مسيحين يجردون من أموالهم و ممتلكاتهم و تُهَدم بيوتهم و يلاقون أشد عذاب التقتيل و التعذيب، برغم وجود شيء اسمه هيئة الأمم، و برغم وجود قانون اسمه حفظ الحريات و حق تقرير المصير، هذا ما نسمعه و نشاهده يحصل لإخوان و أخوات و أطفال مسلمين و مسيحين مثلنا.
فاليوم هو ذكرى نكبة فلسطين، فأتوجه بهذه الرسالة إلى كل من حركتي الجهاد "فتح" و "حماس" اللتين تتناحران، و أهيب بهم أن تقلعا عن تسليتهما المهلكة و أن تتلاقيان صفاً واحداً على الثغر الجهادي الأوحد ضد العدو الصهيوني الذي سلب القدس، حيث إخوان لنا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمن كان يبغ الجهاد حقاً فلينخرط في صفوف المجاهدين و لا يشغل نفسه بالهَرج و المَرج، لا نريد أن نلقي اللوم على المؤامرة، فالمؤامرات فعلت فعلتها من زمنٍ بعيد و لم يعد الواقع العربي يحتاج إلى المزيد من التآمرعليه، الإنحلال و قع لإسفل درجة و السياسة لم تعد تعمل إلا للخراب و الناس على دين ملوكهم، فلم نعد نستغرب مما يحصل فأصبح هذا هو حالنا فهذا ما جنيناه على أنفسنا، ما يحصل بين فتح وحماس هي خدعة صهيونية تختبأ وراء حكومة مأزومة لتسعى إلى تحويل أنظار العرب عن مشكلتهم الحقيقية، ما يتم يُظهر حالة الهشاشة التي تعيشها الأمة العربية، الله عز وجل خلق الشعوب و القبائل لتتعارف و لكن الأمة العربية لتتعارك.
يعرف الفلسطينيون "الفتحيين" و "الحماسيين" أكثر من سواهم، أن ما يجمعهم أعمق بكثير مما يفرقهم، و لو أن الزعيمان الراحلين رمز العروبة "جمال عبد الناصر" و رمز فلسطين "ياسر عرفات" أحياء لذكرونا بأيلول الأسود، و كيف كان حجم الفرح و مقدار الشماته التي شعرت بها إسرائيل، أيها العرب يا من يحتفظون ببقية من خفقات الإنسانية في صدوركم، هل تصاب الإنسانية بكارثة و ظلم أكثر من سلب الحرية و الوطن و لقمة العيش، ألا فلتخرس الألسنة التي تدعي أنها تنصر حرية الإنسان و تحرس حقه و كرامته.