يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

ذكاء الإمام

نشر في جريدة أهالينا

يروى أن مجموعة ممن يحسدون الإمام الشافعي ويدبرون له المكائد عند الأمراء، اجتمعوا وقرروا أن يجمعوا له العديد من المسائل الفقهية المعقدة لإختبار ذكائه، فاجتمعوا ذات مرة عند الخليفة الرشيد الذي كان معجبًا بذكاء الشافعي وعلمه بالأمور الفقهية وبدأوا بإلقاء الأسئلة و الفتاوى عليه في حضور الرشيد فسأل الأول: ما قولك في رجل ذبح شاة في منزله ثم خرج في حاجة فعاد وقال لأهله: كلوا أنتم الشاة فقد حرمت علي، فقال أهله: علينا كذلك ففكر قليلاً وأجاب الشافعي: إن هذا الرجل كان مشركاً فذبح الشاة على اسم الأنصاب وخرج من منزله لبعض المهمات فهداه الله إلى الإسلام وأسلم فحرمت عليه الشاة وعندما علم أهله أسلموا هم أيضاً فحرمت عليهم الشاة كذلك، فسأل الثاني: شرب مسلمان عاقلان الخمر، فلماذا يُقام الحد على أحدهما ولا يُقام على الآخر؟ فكر قليلاً وأجاب: إن أحدَهما كان صبياً والآخرُ بالغاً، فسأله الثالث: زنا خمسة أفراد بإمرأة، فوجب على أولِهم القتل وثانيهم الرجم وثالثِهم الحد ورابعِهم نصفُ الحدِّ وآخرهم لا شيء؟ فكر قليلاً وأجاب: استحل الأولُ الزنا فصار مرتدًا فوجب عليه القتل، والثاني كان محصناً، والثالثُ غيرَ محصنٍ، والرابعُ كان عبداً، والخامسُ مجنوناً وسأله الرابع: رجل صلى ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته ! ولما سلم عن يساره بطلت صلاته! ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع ألف درهم ؟ فكر قليلاً وقال: لما سلم عن يمينه رأى زوج امرأته التي تزوجها في غيابه، فلما رآه قد حضر طلقت منه زوجته، ولما سلم عن يساره رأى في ثوبه نجاسة فبطلت صلاته، فلما نظر إلى السماء رأى الهلال وقد ظهر في السماء وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر، وسأله الخامس: ما تقول في إمام كان يصلي مع أربعة أفراد في مسجد فدخل عليهم رجل، ولما سلم الإمام وجب على الإمام القتل وعلى المصلين الأربعة الجلد ووجب هدم المسجد على أساسه ؟ فكر قليلاً وأجاب: إن الرجل القادم كانت له زوجة وسافر وتركها في بيت أخيه فقتل الإمام هذا الأخ ، وأدعى أن المرأة زوجة المقتول فتزوج منها، وشهد على ذلك الأربعة المصلون، وأن المسجد كان بيتًا للمقتول، فجعله الإمام مسجدًا، وسأله السادس: ما تقول في رجل أخذ قدح ماء ليشرب، فشرب حلالاً وحرم عليه بقية ما في القدح؟ فكر قليلاً وأجاب: إن الرجل شرب نصف القدح فرعف أي نزف في الماء المتبقى، فاختلط الماء بالدم فحرم عليه ما في القدح، وسأل السابع: كان رجلان فوق سطح منزل، فسقط أحدُهما فمات فحرمت على الآخر زوجته؟ فكر قليلاً وأجاب: إن الرجل الذي سقط فمات كان مزوجاً ابنته من عبده الذي كان معه فوق السطح، فلما مات أصبحت البنت تملك ذلك العبدَ الذي هو زوجها فحرمت عليه، إلى هنا لم يستطع الرشيدُ الذي كان حاضرًا تلك المناظرة أن يخفي إعجابه بذكاء الشافعي وسرعة خاطرته وجودة فهمه وحس إدراكه، فقال: لقد بينت فأحسنت وعبرت فأفصحت وفسرت فأبلغت
فقال الشافعي: أطال الله عمر أمير المؤمنين إني سائل هؤلاء العلماء مسألة، فإن أجابوا عليها فالحمد لله، وإلا فأرجو أمير المؤمنين أن يكف عني شرهم، فقال الرشيد: لك ذلك وسلهم ما تريد يا شافعي، فقال الشافعي: مات رجلٌ وترك 600 درهم فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهمًا واحدًا، فكيف كان الظرف في توزيع التركة؟
فنظر العلماء بعضُهم إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم الإجابة على السؤال، فلما طال بهم السكوت طلب الرشيد من الشافعي الإجابة، فقال الشافعي: مات هذا الرجل عن ابنتين وأم و زوجة واثني عشر أخاً وأختٍ واحدةٍ، فأخذت البنتان الثلثين وهما 400 درهم، وأخذت الأم السدسَ وهو 100 درهم، وأخذت الزوجة الثمنَ وهو75 درهم، وأخذ الإثنا عشر أخاً 24 درهمًا فبقي درهم واحد للأخت.
فتبسم الرشيد وقال: أكثر الله في أهلي منك، وأمر له بألفي درهم فتسلمها الشافعي ووزعها على خدم القصر

شاعر الثورة والحب محمود درويش

نشر في موقع اتحاد الشباب

منتصب القامة امشي --- مرفوع الهامة امشي
في كفي خصلة زيتونٍ --- وعلى كتفي نعشي
وانا امشي وانا امشي --- وانا وانا امشي
دائم الخضرة يا وطني --- وإن طال بعيني الأسى
دائم الخضرة يا وطني --- وإن صارت صفحاتي مسى

شاعر كلماته الملتزمة والإنسانية كانت عود الثقاب الذي اشعل قلوباً اضرم فيها الثورة والدفء، هو شاعر الثورة والحب شعره عبر عن الذات العربية بآلامها وآمالها وبجرحها النازف فلسطين، في شعره نجد الكلمة الصارخة تنبض بلغة الحياة والإنسان الذي حرص على التبحر فيها بالعروبة والوطنية، فردد الجمهور العربي كلماته وتفاعل مع أفقها الشعري والإنساني وعلى الرغم من رحيله ظلت كلماته محفورة في الذاكرة الحاضرة للعرب يقرأونها مرة تلو مرة كأنهم يقرأونها لأول مرة.

أشعاره توازي شغف قراءتها للمرة الأولى، فقصائده تخاطب الإنسان دائماً، في كل قراءة تولد صور جديدة وتشعر بأحاسيس جديدة عاشها الشاعر الراحل، حين نسمعه وهو يقرأ شعره نعيد سماع ما قال مرة اخرى ففي الإستماع المتجدد نجد حيوية أكثر للإصغاء إلى وقائع اللحظات التي مر بها الشاعر، فأشعاره تبث دائماً لغة جميلة محفوفة بالعذاب والحب، بالسعادة والتعب وتحفر حضورها في وجدان المستمع أو القارىء وتأخذه إلى اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت، فأشعاره تعطي الإنسان ألقاً وترسم له طريقاً في الحياة وتدله على المختفي في الذات والمكان، فقصائده كاشفة مليئة بأناشيد التعب التي يتلفظ بها شعب عاش المأساة.

كان شاعراً كبيراً له خصوصيته ولغته لغة الجماعة برحيله في التاسع من اغسطس عام 2008 خسر الوطن العربي أحد أهم أصوات شعره الحديث.

صاحب البريد


نشر في موقع يلا تغيير
كنت احرص على قراءة بريده كل جمعة وكان بعض المقربين لي يسخرون من بريده، وكنت ادافع عن بريده الشفاف الرقيق الناصح لكل من كان يلجأ إليه وكان أيضا يوفر الدواء لكل من يطلبه منه فقد كان رحمه الله يقدم المساعدة بقدر استطاعته لكل من يحتاجها حيث كان يذهب بنفسه ليقدمها لهم، كان ناجحاً جداً في عمله إلتف الكثير من المعجبين بكتاباته ونصائحه حول بريده وكان كلما ازداد نجاحه كثر حساده العاجزين عن إتيان فعل يذكر سوى الثرثرة، فكان يتجاهلهم ولا يكترث بهم وهو السبيل الأفضل للتعامل مع هؤلاء المرضى، فقد كان ينصح قرائه ويكتب لهم: ( إياكم أن تقابلوا الحاسد بالحسد والجاحد بالجحود لأنكم تكونوا كمن يقابل الفاسد بالفساد والجاهل بالجهل، لأن الحسد هو النار التي تأكل الحاسد لا المحسود وبين الأول والثاني كونوا محسودون أفضل من أن تكونوا حُساداً، فانسوهم وادعوا لهم بالشفاء).
وبعد وفاته عجزت بعض الأقلام عن كتابة مقالة صغيرة ترثيه أو تمدح فيه، انه لم يكن يريد الثناء عليه بعد رحيله ولكن واجباً علينا أن نثني على من أحببناهم وعرفناهم سواءً معرفة شخصية أو من خلال كتاباتهم.
انه الكاتب الكبير عبد الوهاب مطاوع الذي تمر هذه الأيام ذكراه حيث فاجئنا برحيله في 6 أغسطس عام 2004 هو اليوم ليس بحاجة إلى كلمات المدح فيه فلا بد انه سمع الكثير منها قبل أن يترك الكثير من معجبي بريده ويلحق بمن سبقوه، ولكني كتبت له هذه المقالة أو الرسالة بطريقتي وفي عالمي، فأرجوا أن يستلمها بطريقته في عالمه، وفي يومٍ ما سنلحق به وبمن قبله من نفس الباب الذي سبقونا منه.

قصة من التراث تحدث اليوم

نشر في جريدة مصر القديمة

قرر محتال وزوجته الدخول الى مدينة قد اعجبتهم ليمارسا اعمال النصب والاحتيال على أهل تلك المدينة، من اليوم الأول اشترى المحتال حمــاراً وملأ فمه بجنيهات من الذهب رغماً عنه وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق، لمح الحمـــار حمارة في السوق فنهق فتساقطت النقود من فمه فتجمع الناس حول المحتال الذي اخبرهم ان الحمــار كلما نهق تتساقط النقود من فمه، بدون تفكير بدأت المفاوضات حول بيع الحمــار الذي اشتراه كبير التجار بمبلغ كبيرلكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية
فانطلق مع التجار فوراً إلى بيت المحتال وطرقوا الباب فقالت زوجته انه غير موجود لكنها سترســـل الكلب وسوف يحضره فــــــوراً، فعلاً أطلقت الكلب الذي كان محبوساً فهـــرب لا يلتفت لشيء، لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماماً الكلب الذي هرب، طبعاً التجار نسوا لماذا جاؤوا وفاوضوه على شراء الكلب واشتراه احدهم بمبلغ كبير، ثم ذهب إلى البيت وأوصى زوجته ان تطلقه ليحضره بعد ذلك، فأطلقت الزوجة الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك، عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى فانطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوا عنوة فلــم يجــدوا سوى زوجته فجلسوا ينتظرونه ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته وقال لها: لمـاذا لم تقومي بواجبـات الضيافة لهـؤلاء الأكـارم؟ فقالت الزوجة : إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت، فتظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخــرج من جيبه سكينا مزيفاً من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها في الصدر حيث كان هناك بالونا مليئا بالصبغة الحمراء فتظاهرت بالموت، صار الرجال يلومونه على هذا التهور، فقال لهم لا تقلقوا فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع أعادتها للحياة، وفوراً اخرج مزماراً من جيبه وبدأ يعزف، فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين، فنسى الرجال لماذا جاءوا وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير، وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها ساعات فلم تصحو، وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف ان يقول لهم انه قتل زوجته، فادعى ان المزمار يعمل وانه تمكن من إعادة إحياء زوجته، فاستعاره التجار منه وقتل كل منهم زوجته، بالتالي طفح الكيل مع التجار فذهبوا إلى بيته ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر، ساروا حتى تعبوا فجلسوا للـــراحة فنــاموا وصار المحتال يصرخ من داخل الكيس، فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل كيس وهؤلاء نيام فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في البلد، لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري، فأقتنع صاحبنا الراعي بالحلول مكانه في الكيس طمعا بالزواج من ابنه تاجر التجار، فدخل مكانه بينما اخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة، ولما صحوا التجار ذهبوا والقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة فرحين لكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه ثلاث مئة رأس من الغنم، فسألوه فأخبرهم بأنهم لما القوه بالبحر خرجت حورية وتلقته وأعطته ذهباً وغنماً وأوصلته للشاطىء وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان ابعد عن الشاطىء لأنقذته اختها الأكثر ثراء والتي كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم وهي تفعل ذلك مع الجميع، كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون فانطلق الجميع إلى البحر والقوا بأنفسهم فيه، (عليهم العوض) صارت المدينة بأكملها ملكاً للمحتال.
المحتال: بعض الجمعيات الوهمية ـ زوجته: موظفيها ـ عملائها: اهل المدينة.

رابندرانات طاغور


نشر في موقع يلا تغيير

ولد 7 مايو عام 1861 في اسرة اشتهرت بالعلم و التقوى و نشأ في بيئة ثقافية ابداعية، حيث كان والده واخوته يؤلفون المسرحيات الشعرية والموسيقية ويتسلون بتمثيلها في فناء منزلهم، في الرابعة عشرة من عمره بدأ نشاطه الإبداعي حيث نشر أعمالاً شعرية ونثرية و انقطع عن الدراسة إلى حيث مدرسة الحياة، في عام 1877 ألف أول تمثيلية ميلودرامية تقدم على المغامرة والغناء، ثم إلتحق بجامعة لندن و درس الأدب الانكليزي، و في عام 1880 كتب قصة القلب الكسير بعد أن عاد من انكلترا إلى الهند موطنه، ثم نشر ديوانه الأول أغاني السماء، ثم ديوانه الثاني أشعار الصباح، ثم ديوان الملك والملكة، ثم مسرحية الضحية و من بعدها مسرحية مكتب البريد ثم مسرحية ملكة الغرقة المظلمة، و الغرفة المظلمة هي الوعي الباطن كما يفسرها عبد الرحمن صدقي في كتابه "طاغور و المسرح الهندي" و هي أيضاً مسرحية رمزية صوفية تتبلور من خلالها واحدة من الأفكار الأساسية في مجمل إبداع طاغور و هي أن خلاص النفس البشرية يتحقق من خلال العمل في هذه الدنيا و ليس من خلال العزلة و التأمل و الرفض للحياة.

جمع طاغور أكثر من لون أدبي فقد كتب الشعر و المسرح و الرواية و وضع ألحاناً لأكثر من 3000 أغنية، كما لحن نشيد الهند القومي و كتب أكثر من 60 كتاباً و في عام 1910 أصدر عهد طاغور و هو كتاب عرض فيه تأملاته في الحياة والوجود و آرائه في الكون، ثم حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1913 و استخدم قيمتها المادية في توسيع مدرسته التي كانت منزلاً للسلام و كان يلقي فيها تأملات في الغابة و هي من مدارس الهند القديمة، و بتمكين كبير ربط طاغور في مسرحياته ما بين عناصر الدراما الغربية و ما بين الدرما السنسكريتية ( الدراما ذات الأصول الدينية نسبتاً للكنيسة ) التي كانت تقدم في القرون الميلادية الأولى و التي كان يسبقها تلاوات الصلوات، وتوفي في شهر اغسطس عام 1941.

مواقف

نشر في جريدة أهالينا وموقع اتحاد الشباب

من راقب الناس مات هماً
انتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد وفي صباح اليوم الأول وبينما يتناولان وجبة الإفطار قالت الزوجة مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما، انظر يا عزيزي إن غسيل جارتنا ليس نظيفاً لابد أنها تشتري مسحوقا رخيصا، ودأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل، وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها وقالت لزوجها انظر لقد تعلمت أخيراً كيف تغسل، فأجاب الزوج: عزيزتي لقد نهضت مبكراً هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها !
قد تكون أخطائنا هي التي ترينا أعمال الناس خطأ فلنصلح عيوبنا قبل أن تنتقد عيوب الآخرين ولا ننسى أن من راقب الناس مات هماً، احياناً تكون المشكلة نابعة من انفسنا وبناءاً عليها نحكم على تصرفات الآخرين، إن صفاء النفس ونقاءها والإرتقاء بها عن الشوائب يجعلنا نحسن الحكم على الأمور ونرى الآخرين بمنظار خالي من العيوب وبالتالي نتمكن من الحكم عليهم بموضوعية

قلم و ورقة
الرجل قلم والأنثى ورقة، من السهل أن نقرأ ما كتب على الورقة حتى وإن كانت بلغة أخرى نترجمها، مطوية نفتحها مقلوبة نعدلها وإن لم تعجبنا نقوم بمسحها، القلم ساحر والورقة مسحورة.
لايغركم شكل القلم الذي أمامكم، قد يكون مذهباً وبراقاً وله علبة فاخرة لكنه جاف، القلم الرصاص فنان واحساسه مرهف لدرجة أنه متصل بممحاة ليمحوا أي خطأ يرتكبه على الورقة نادماً أو مسارعاً (قبل فوات الآوان)، القلم الحبر انسيابي ومريح وقوي لكن له رأس حاد جداً (اتق شر الحليم إذا غضب)، القلم يكتب بصمت والورقة تقرأ بصوت، الورقة من يستقبل هموم القلم ونزفه بحنان، الورقة معرضة للرياح والقلم يثبتها

مضطرين لا مخيرين
مها حاصله على بكالوريوس تجارة دفعة 2004 ظلت لعدة سنوات تبحث عن عمل دون جدوى، فقرأت إعلان في إحدى الصحف مطلوب عمال لحديقة الحيوان، فذهبت وقابلت المسؤول لكنه اعتذر لها لأن الوظائف قد شُغرت، فطلبت منه أن يجد لها عملاً أي عمل لأنها بحاجة ماسة له، وبعد تفكير قال أن زوجة الشمبانزي ماتت وأن الحديقة لن تأتي بأخرى إلا بعد شهور بسبب الإجراءات الروتينية وعرض عليها أن ترتدي جلد زوجة الشمبانزي وتجلس في القفص مكانها من 9 صباحاً حتى 5 عصراً لقاء مرتب مجزي وطمأنها أن الشمبانزي في قفص ملاصق لها وأن بينهما باب مغلق، ظلت مها على هذا الحال لمدة شهر حتى حصلت واقعه حيث نسي الحارس في أحد الأيام إغلاق الباب الذي يفصلها عن الشمبانزي، فدخل إليها الشمبانزي محاولاً الإقتراب منها فأخذت تصرخ مستغيثة (إلحقوني أنا مش زوجة الشمبانزي أنا مها بكالوريوس تجارة دفعة 2004) وكانت المفاجأة حين رد عليها الشمبانزي بأنه محروس بكالوريوس علوم دفعة 2000 .