يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

مولاتي




نشرته بأخبار يوم بيوم وجريدة المواطن

باسم الحب أبتدي وبنور الحب أهتدي، إن كان هناك وجود للحب فباسم الحب، وإن كان الحب ينبع من القلب فباسم القلب، وبما أن في القلب روح فباسم الروح، لكن الروح بيد الله سبحانه وتعالى.. بسم الله الرحمن الرحيم

أناجيكي بقلب كسير، وهو كسير وليس بكسير، فكيف يكون كسيراً وأنتي النور الذي يشع في حناياه والأمل الذي يخفق به، وكيف لا يكون كسيراً وأنتي بعيدة عنه، فعذبي ما شئتي غير البعد عنكي، فهذا القلب بلائي به محض معزته وحاجته لكي، والتجاؤه إليكي محض رعاية وحنان منكي، فلأيهما أدين بالشكر، وعلى أيهما أبذل التحمل والصبر.

لئن نسيتيني فإن عزائي ما أنتظره من الأنس بذكراك والأمل في لقائك، ولأن أبكيتيني فإن عزائي من قل كثيراً بين يديكي، ولكن شتان بين دموع اعتصرتها الآلام بسبب متاعب الدنيا، ودموع انحدرت تبكي بسبب من وضعت الحزن في القلب.

قد يتألم القلب ولكن ما ألذ الألم الذي يذيق صاحبه طعم وحلاوة الحاجة إليكي، كم رأيت من الناس، منهم الطيب ومنهم الغير ذلك، لكن لم ولن أرى مثلك من صفاء الروح والنفس، يا من خلقك الله وأسكن فيكي البراءة والإخلاص والحنان، يا من جعلك في الرقة أبدع وفي الجمال أروع ما يكون، كم أرى حولك اناس بعيدين عنكي ولا يعبأون بكي وتشملينهم جميعاً بالمودة والعطاء، تلك هي مودتك بمن ينساكي ويتوه عنكي، فكم هو عطائك بمن يرقب فضلك ويستجدي قربك.

بالأمس رأيتك وصافحتيني وحادثتيني، ولكنك لست أنتي التي أعرفها، أين الطائر الغريد يغني منتشياً من صوتك، أين النسيم العذب يتخاطر من حولك وينشر في الافاق جميل عبقك وحلاوة روحك وخفت دمك، أين الأغصان السكرى المترنحة من خصلات شعرك ترقص مزهوة بجمالك، أين الندى المتساقط من إطلالة وجهك مع كل فجر، أين النور الساطع من عينيكي مع سطوع الشمس، أين ابتسامتك الفاتنة التي تنبعث من ثغرك الأخاذ، وبعد أن صافحتيني انسحبتي مسرعة هاربة من أمامي.  

عيناك لم تعد العينان التي كنت أشكو لهما عن أحزاني، عيناك التي تتجمع فيهما كل الصفات، إن قلت الغدر فعيونك عيون الثعلب والأوس والأطلس تشع مكراً وغدراً، وإن قلت القوة: فيونك عيون الصقر والنسر في بعد النظر، وإن قلت البراءة والحنان وخشية الله: فعيونك عيون زاهد إلا من حب الله، وأن قلت الجمال: فعيونك عيون الغزلان وصغارها من المها والريم والرشا.

بعد أن تركتك نظرت إلى السماء أتأملها وكانت صفحتها في الليل مليئة بكواكبها المنثورة التي لا تحصى، يخفق بياضها في سواد الليل الحالك كحبات الماس التي كانت تخفق فوق فستانك الجميل.

أيتها الوردة الناعمة، أيتها الرائحة العبقة، أيتها الروضة النضرة، أسئلك أن تجيبيني، إنني أكتب سطوري بعيون مشاعري وإحساسي، فأبصر فيما بينها أنفاسك الوادعة الرقيقة تجذبني عن نار الآمي لتضمني إلى جنة فؤادك، ولا أعلم إلى متى سيطول حالي.


سراب طريق





نشرته باليوم السابع وأخبار يوم بيوم وجريدة المواطن
عمر الدنيا أطول من عمر حكاياتنا، لهذا تموت حكاياتنا والحياة مستمرة..
كان يحبها بجنون وفرقهما النصيب، ومع هذا حضر زفافها على غيره، فسأله صديقه كيف؟
فقال: لأن إيماني بالقضاء والقدر أكبر من حبي لها.

بعد الفراق تزوجت هي وأنجبت ومازال هو يعيش على حبها، فالزمن الذي توقف عنده لم يتوقف عندها، فهي كانت أكثر منه واقعية، وهو كان أكثر منها حباً، لهذا عاشت هي وضاع هو، فربما كان عمر الحب في قلوب الذين انتهت حكاياتهم بالفشل، أطول من عمره في قلوب الذين انتهت حكاياتهم بالنجاح، فحرماننا من شيء ما يطيل فترته فينا.

كان يبحث عن مجدافين يأخذانه إلى ضفة الحلم، ويوجه صدر القارب نحو الشمس، ويحرث بالمجدافين بحر الحياة ليصل لقارتها، كان يبحث عن قشة في عاصفة وكانت هي عاصفة الحب، عن قطره في محيط وكانت هي محيط القلب، عن نجمة في الكون وكانت هي كل الكون...

كان يستوحي أشعاره منها، من ضحكاتها تمطر عليه أمطاراً من الصور الشعرية، ومن حديثها تجرفه سيول البلاغة، ومن حبها تكتمل معه الحالة الشعرية، والحب أعظم ألوان الشعر...

لكن إيمانه بالحب ذاته كان عظيماً، لهذا آمن كثيراً بنبض الحب في القلوب والدعاء بالأمنيات تحت المطر، وطلبها من الله تحت المطر بإلحاح، وتركها كالحاجة أمام باب الله وتمتم باسمها في دعاء عاجل أمام البحر في ليلة شتائية شديدة الريح والمطر، وحين فشل كان على يقين بأن الخير الذي اختارته له رحمة الله في الفشل معها أعظم كثيراُ من الخير الذي كان سيتقاسمه معها في حال النجاح.

قالبعض منا آمن بالحب كمنام يسافر به عبر قطار الزمن، ثم استيقظ على كابوس بعد فوات الأوان، ولم يسمع محطات نادته ولبى نداءتها، فاكتشف متأخراً أنه كان سكة حديد ليعبر عليه وبه الآخرين، لعربات محملة بأقارب يسترضهم، وأصدقاء يستأخهم، ولم يكن يوماً قطاراً أو ساكناً في إحدى مقصوراته، وكان كله لأجل الآخرين سكة يسافر ويودع ويلتقي به وعليه الآخرون بالآخرين، فأحياناً قلوبنا لا تستوعب أن الذين اتبعناهم على طريق العمر بعطش، كانوا مجرد سراب طريق لا أكثر، ففي رحلة الجري خلف أشياء لا تستحق، نحن في الغالب نخسر أشياء كثيرة تستحق، حقيقة تؤلمنا كثيراً حين نكتشفها بعد مواسم الحصاد.

الحب أقوى من السحر، لهذا يبطل السحر ولا يبطل الحب، فحين نلتقي بحكاية حقيقية، نندم كثيراً على ما أسلفنا من حكايات وهمية، سفكنا فيها من الصحة النفسية والعمر الكثير، لكن تاريخ الميلاد وغزو الشعر الأبيض من أشد أعداء حكايات الحب التي قد تطرق أبواب قلوبنا في وقت متأخر من العمر، فالأحلام التي تصل بعد انطفاء مصابيح العمر تعيش في الظلام وترهقنا محاولات سترها كثيراً، فالحب في آخر العمر أغلى من الحب في أوله، ربما لأن الفرصة الأخيرة دائماً أغلى من الفرصة الأولى، فأرهقت أعمارنا حكايات حب خذلتنا في منتصف الحلم والطريق، وأصبحنا نمارس الحزن حتى أصبح عادة يصعب التخلص منها، وحكايات الحب التي لا تهدف إلى الزواج هي كفتاة عابرة، تستحم وتتزين كل يوم، ومع هذا تبقى غير نظيفة، فلا تجعلوا قلوبكم سبيلاً يرتوي منه من يحب، اجعلوه مملكه يملكه فقط من تحبوا.



مع النيل




نشرته بأخبار يوم بيوم وجريدة المواطن
وقفت على كورنيش النيل أتأمله وأتأمل ما حوله، فوجدت نفسي وسط زحامه غريباً حتى عن نفسي، وأشفقت على قلبي الذي امتلأ بالأحزان، فشكيت للنيل أحزاني لأخفف عما في قلبي وأنفث أهاتي في مياهه، لكنه أعرض عني ولم يشأ أن يسمعني، فطويت الآهة في صدري وأعدت اللوعة لقلبي وأثرت السكوت.

جلست أتأمل اللوحة الساحرة الي أقامها الخالق حول ضفتيه، تلك اللوحة التي تجمعت فيها كل ما تملكه الطبيعة من مظاهر السحر والجمال، الأشجار التي تكاثفت بين أحضانه، والخضرة الفاتنة التي تتمايل مع مياهه، إن كل عاشق يرى هذه اللوحة يتخد منها نجوات أشواقه.

سبحانك ربي متعت أعين العشاق بالزهور وأنطقتها لهم بلغة الحب، وأنعشتهم بعبقها ليغسلوا قلوبهم من غبار الغريزة، وجعلت من هذا النهر جليساً لكل العشاق يؤنسهم ويناجيهم ويتأثر لأناتهم ويبعث فيهم الأمل، الأمل الذي أسمعه من تمايل الأغصان وحفيف أوراقها، يامن خلق الأمل واليأس وقدر الموت مع الحياة، يا باعث النور بعد الظلام ومخرج الفرح من الأحزان، يا من سر لطفك إحسانك، كيف أيأس وأنت ربي، كيف لا ينعشني الأمل وانت حسبي.

بعد قليل أحسست بأن النيل يصغي إلي ويسمعني، فسمعت في صمته العميق أرق ألحان الحب والحنان يصبه في أذناي، فأحسست بسحره وسمعت في هذا الصمت العميق خفقات قلبي، أه من هذا القلب يخفق ويحس ويحن ويئن، سبحان من أودع فيه الحب، كل جاه الدنيا ومالها لا يساوي شيئاً مقابل خفقة من خفقات قلب محب، ونعيم الدنيا لا يساوي شيئاً أمام خفقة فرح في قلب حزين.

إن الحب الذي يأتي به القلب ربما يذهب مع صحوة من العقل، فهذا سهل، والحب الذي يأتي به العقل ربما يذهب مع عاطفة من القلب، فهذا سهل أيضاً، اما الحب الذي يأتي به القلب والعقل معاً، فهو داء لا يذهب إلا بجنون أو موت، ورحمة الله لمن كان يعاني مثل هذا الداء.

بعد قليل رأيت صفحة النيل وكأنها تقول لي وقتك انتهى ودع غيرك يحدثني، ووجدت نفسي مرة ثانية وسط ضباب الوحدة، لكني اكتشفت أن صديقي الوحيد الذي لا يتحدث، بل يسمع ويكتم ولا يبوح، والوحيد الذي كبرت معه ولم يرحل.. النيل .



معشوقة القمر





نشرته بأخبار يوم بيوم وجريدة المواطن

كنت خالي البال أحيا في هدوء ولا أهتم بشيء، حتى جئتي أنتي، فصارت أخبارك أهم الأخيار، وأشيائك الصغيرة هي أشيائي الكبيرة، وطالت جلستي أمام صورتك بل صادقتها، وعرفت مشاعر الغيرة التي تصل بدرجة حرارتي إلى ما بعد الأربعين دون أن أكون مريضاً، لكني مرضت بكي ولا أتمنى الشفاء منكي.

حين تغيبين عني أشعر بجفاف في حلقي وموجات ضياع تحتويني، تشغلين روحي وهوائي ومائي بدفء ماء قلبك، روحك تسكن أرض روحي، وفي أحاديث الناس ألقاكي، وفي نور الأشواق تولدين كل صباح ويستعاد خلقك.

بعد طول الغياب وتشتتي في الأراضي، وتأملي لسحر عينيكي وسباحتي في بحر روحك، وقلقي وأرقي الذي لا سكن له، هل يسكن شوقي بالقائك؟ هل بعد عبوري البحار سأهتدي إلى شاطئك، إن الشواطئ أمامي كثيرة وممتدة، لكني لا أستطيع أن أخلد إلا على شاطئك، تحت ظلال شعرك، لأبدأ تاريخي وأكتب بدايته تحت أقدامك.

إني دائم البحث في ذاتك عن مكاني، ليتني أجهل العشق وأماراته فأخمد كل عواطفي وأشجاني، لقد هبطت اللهفة في مطار الأشواق واستقرت على ساحة ميناء صدرك.

أمازال لي في قلبك رصيد؟
لقد تغيرتي.. اللهفة ماتتن والأشواق انتحرت، ولمعت العينين انطفئت، وأحاسيسك الحلوة فترت.. يا حبيبتي لا تكوني عنصرية وترقصين مع الربيع لأنه بلون عينيكي، فأنت ذكرياتي الوفيرة في أزماتي الكبيرة، أنتي أرضي الأخيرة، يا أيقونة النساء، يا لؤلؤة السماء، يا معشوقة القمر.