يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

الضمير الثوري وحرية المصريين




نشرته بديل وأخبار يوم بيوم وجريدة المواطن ومجلة الكرنك

مثلما هي الحواس الخمس ضرورية وملحة ولا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، ثمة حواس غير محسوسة "قد يبدو التعبير غريباً بعض الشيء، لكننا نستخدم هنا تعبير حواس بالمعنى المجازي" نقصد الضمير والوجدان والروح وكل ما يشكل وعينا الإنساني، إذ لا يمكن للضمائر الحقيقية العميقة إلا أن تخاطب هذا الوعي وتسهم في تطوره وسموه...
غايت القول: أن الضمير الثوري الإنساني النبيل يبقى ويستمر ولا يخشى أحد مهما بدت الأيام كالحة والقيم إلى انحدار، مهما غيبه المتحكمون بالسياسة والإعلام، ومن خلال كلامنا هذا نقول أننا لا نقصد التعميم ونردد قول الإمام الشافعي "رأيي صوايب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"

أغنية بشرة خير نجحت بشكل باهر لأنها قدمت مصر والمصريين في الصورة التي تشبههم، بأصالتهم وذكائهم ونشاطهم وخفة دمهم، إنها بسيطت الكلمات، عميقة المعنى، تبعث الفرحة في النفوس وتدعو إلى الاستبشار بأن الخير قادم، فأين هذه الأغنية من ما حصل بميدان طلعت حرب، فعندما لاتفرق قوات وزارة الداخلية بين مسيرة سلمية لوضع الزهور في حديقة ميدان التحرير وبين مظاهرة للجماعات الإرهابية تحرق وتقتل المصريين، فأننا بذلك أمام خطر يهدد وحدتنا الوطنية في مواجهة الإرهاب, وصحيح أن المسيرة السلمية لم تحصل على تصريح وكان في قيادتها قادة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي, وتوجه أمينه العام المهندس طلعت فهمي لقوات الأمن لإبلاغهم أنها مسيرة سلمية بالورود داعى لها الحزب لإحياء ذكرى شهداء الثورة، ومدى حدود تحرك المسيرة وهدفها لوضع الزهور التي يحملونها، إلا أن عناصر الامن لم تمنعهم بالشكل السليم وقامت بالتعدي على المهندس طلعت، وإطلاق الخرطوش على المشاركين في المسيرة رغم قلة عددهم، مما أسفر عن إستشهاد شيماء الصباغ أمينة العمل الجماهيري بالاسكندرية "بخرطوش في الرقبة و الضهر أدى لوفاتها, وتقرير الطب الشرعى أثبت هذا" وكذلك القبض على المهندس طلعت فهمي أمين عام حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وبعض أعضاء الحزب الذين لم يقاوموا قوات الأمن بأي وسيلة تذكر.

وأين بشرة الخير من النفير العام الذي تطلقه كثير من القنوات المصرية التي نتابعها، التي يخيل إلينا أنها مازالت في زمن النظام المخلوع، وأن مذيعيها ومعلقيها يفهمون الإعلام على أنه تأييد على طول الخط وتصفيق حار ومحاباة وتملق قد يكون صادقاً لكنه يرتدي ملابس بالية وفاضحة، فما نراه هو عودة إلى تقييد الحريات والاستئثار بالرأي الواحد وإخراس  كل وجهة نظر مغايرة.

 نحن من أنصار تصحيح مسار الثورة وضد الذين حاولوا اختطاف غليان الشباب لتوجيهه نحو أهداف قاتمة لا تشبه صورة مصر أم الدنيا، فنحن مؤمنون بأن الربيع العربي عموماً والمصري خصوصاً، لا يمكن ان يزدهر إلا بالحرية وبتقبل الرأي الآخر، مادام أصحابه يعلنون عنه بمنتهى الاحترام، من غير تهديد بسلاح او بإرهاب، إن الرأي المخالف قد يؤلم، لكن الحوار كفيل بمداواة الجروح وإيصال جميع الأطراف إلى بر الأمان، وسيبقى هناك وعياً ينتصر للثورة وينحاز إليها، وهو المدخل الصحيح لخروج مصر من النفق المسدود وإعادة الاعتبار للمواطن، بوصفه إنساناً لا بوصفه عنصراً في هذا الفصيل أو ذاك، فإن عادت الديكتاتورية فسيكون الخلاص حتمي، فالمصريون لم ولن يقبلوا الذل والهوان والقمع والاستبداد، ولا أحد يقدر أن ينزع حق الشعب اكتسبه، فالملايين التي نزلت في 30/6 والتي نزلت في الانتخابات الأخيرة لم تقدم شيك على بياض لأحد.  

أوفى الأصدقاء







 نشرته باليوم السابع وأخبار يوم بيوم والمواطن

هي علة إن لم نبتل بها منذ الصغر لن نبتلى بها عند الكبر، وبعضنا مبتلى بهذه العلة "بالمعنى الإيجابي طبعاً أي الشغف بها" فبين سطورها إفادة وعلى هامشها متعة، لذا تسمو القراءة بالكتاب إلى مرتبة "أوفى الأصدقاء"

أجلس بين أرفف مكتبتي وأتساءل: لماذا حرصت على تجميع هذا الكم الهائل من الكتب رغم يقيني أن عمري أقصر من قراءة كل هذا، فمنذ سنوات لم أنم باكراً ولم أغلق هاتفي قبل النوم ولم أمارس هواياتي المفضلة ولم أقرأ في كتاب قبل النوم كالعادة.. نسفت التكنولوجيا أجمل ما بنا.

نلجأ إلى القراءة كلما كان لدينا وقت فراغ، فالقراءة تدعنا ننفصل عن المشاكل اليومية، فنقرأ بكل جوارحنا وندخل في تفاصيل ما نقرأ ونعيشه في مخيلتنا، ومن هنا يأتي تفضيلنا للرواية على الفيلم، لأننا في الرواية نشاهد الصور في مخيلتنا، وتصبح الكلمة ثلاثية الأبعاد في أذهاننا، فالقراءة تحملنا إلى أمكنة أخرى، القراءة هي عملية معرفية تقوم على تفكيك رموز تسمى حروفاً لتكوين معنى الوصول إلى مرحلة الفهم والإدراك، وهي وسيلة للتواصل والتثقيف تُكسب المرء عقلاً واعياً وناضجاً، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي الذي يُفترض أنه أتى كداعم للقراءة وميسراً لها، إلا انه لا مفر من الاعتراف بأن المشهد العام يكشف عزوفاً متزايداً للبعض عن القراءة.

وقراءة كتاب جديد، شوق ومتعة وفي حد ذاتها تجربة إنسانية، تزود الأنسان بأفكار جديدة ذات قيم، وتوسع المدارك والخيال وتفتح أمامنا أفاقاً رحبة في عالم الفكر والفن والمعرفة، فالفصل بين الكاتب وكتاباته مرحلة وعي يصل إليها القارىء الواعي فقط، فالقراءة في حد ذاتها وسيلة لإشباع شيء معين داخل الإنسان، حيث انها تجعله يتعايش مع ما يحيط به وعلى اطلاع عليه، وعلينا أن نقرأ في كل المواضيع الأدبية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية وحتى البيئية، ليكون مخزوناً ثقافياً شاملاً.

وقراءة نتجات الفكر العالمي، من فكر وأدب وفن وسياسة، تجلب فائدة ومتعة دائمة وتفتح أمامنا عالماً جديداً وآفاقاً غير معهودة، فضلاً عن الاستزادة الروحية والفكرية للإنسان، حيث تجعل منه عنصراً فاعلاً ومؤثراً في الحياة وليس سلبياً انطوائياً يعيش على هامش الأحداث والمستجدات.

فلا تكتبوا لمجرد الكتابة، ولا تقرأو لمجرد القراءة، فالكتابة والقراءة هما أوفى من تبقى من الأصدقاء فعاملوهم باحترام، فالذين يشبهوننا في التفكير والتفاصيل والقناعات والقراءات والكتابات والانكسارات والحزن وفي الألم، هم أكثر الناس تقديراً لأقلامنا.

وعن الكتابة قالو:
ـ إذا شعرت وأنت تقلب الصفحة الأخيرة في الكتاب الذي تقرأه بأنك فقدت صديقاً عزيزاً فاعلم أنك قد قرأت كتاباً رائعاً.. بول سويني.
ـ لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة، ولكنني أحبها لأن حياة واحدة لا تكفيني، بها تعيش أكثر من حياة في عمر واحد.. عباس محمود العقاد.
ـ القراءة تصنع إنساناً كاملاً، والمشورة تصنع إنساناً مستعداً، والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً.. فرانسيس بيكون