يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

رسالة إلى من يهمه الأمر



نشرته في موقع يلا تغيير
أوقن أن للعرب أقلام إن كتبت إستيقظت لكتاباتها الدنيا، فما بال الأقلام جامدة لا تتحرك، أيها العرب هل أصابكم من الهوان ما كسرتم من أجله أقلامكم، أم هل تغيرت منكم المشاعر فأصبحتم لا تشعرون بعظيم ما يلحقكم من عار إن لم ترفعوا أصواتكم على أقل التقدير بالنكير، فلا أقل من الرفض بأقلامكم،...
أصبحتم تضعون أيديكم بين أيدي أنظمة دموية و تصمتون على جرائمهم باسم الصداقة و العلاقات الدبلوماسية و التجارية، إنهم يريدون نزع ترسانتنا الحربية و تغيرها بالأسلحة البيضاء و يحولونا إلى متسولين في المحافل الدولية بعد أن ملأنا الأرض و ملكنا الناس، بعد أن كنا ممن يملكون أكبر إحتياطي مالي، أضاعوا ماضينا و يصرون على تتضيع مستقبلنا، نهبوا خيرات بلادنا وسطوا على أحلامنا، لكننا سنظل أثرياء بمبادئنا و ماضينا و حضارتنا رغماً عنهم.
هذه رسالة أتوجه بها إلى كل عربي مسلم و مسيحي، إن كنتم تذكرون الوطنية فأذكركم بدولة من وطننا العربي أبتُلعت في ليلة، فلسطين التي إحتلتها إسرائيل منذ عام 1948 و حتى الآن يُقتل أهلها ، فإخواننا هناك يصرخون باسم العروبة التي يقدسونها و العدالة التي ينشدونها أن ننتصر لضعفهم و نعينهم على أمرهم لا أن نقف نشاهدهم.و إن كنتم تذكرون العروبة و شعارها فأذكركم بعرب مثلنا سلبت حريتهم و ديارهم و أراضيهم و منعوا من الصلاة في مسجدهم "الأقصى" بالقدس و كنيستهم "المهد "فى بيت لحم لكنهم و قفوا و تصدوا لعدوهم بالحجارة لأنهم لم يجدوا سلاحاً يحملونه، لكنهم منتصبي القامة يمشون في كفهم حجر و على كتفهم نعش.إن كنتم تذكرون الدين فأذكركم بمسلمين و مسيحين يجردون من أموالهم و ممتلكاتهم و تُهَدم بيوتهم و يلاقون أشد عذاب التقتيل و التعذيب، برغم وجود شيء اسمه هيئة الأمم، و برغم وجود قانون اسمه حفظ الحريات و حق تقرير المصير، هذا ما نسمعه و نشاهده يحصل لإخوان و أخوات و أطفال مسلمين و مسيحين مثلنا.
فاليوم هو ذكرى نكبة فلسطين، فأتوجه بهذه الرسالة إلى كل من حركتي الجهاد "فتح" و "حماس" اللتين تتناحران، و أهيب بهم أن تقلعا عن تسليتهما المهلكة و أن تتلاقيان صفاً واحداً على الثغر الجهادي الأوحد ضد العدو الصهيوني الذي سلب القدس، حيث إخوان لنا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمن كان يبغ الجهاد حقاً فلينخرط في صفوف المجاهدين و لا يشغل نفسه بالهَرج و المَرج، لا نريد أن نلقي اللوم على المؤامرة، فالمؤامرات فعلت فعلتها من زمنٍ بعيد و لم يعد الواقع العربي يحتاج إلى المزيد من التآمرعليه، الإنحلال و قع لإسفل درجة و السياسة لم تعد تعمل إلا للخراب و الناس على دين ملوكهم، فلم نعد نستغرب مما يحصل فأصبح هذا هو حالنا فهذا ما جنيناه على أنفسنا، ما يحصل بين فتح وحماس هي خدعة صهيونية تختبأ وراء حكومة مأزومة لتسعى إلى تحويل أنظار العرب عن مشكلتهم الحقيقية، ما يتم يُظهر حالة الهشاشة التي تعيشها الأمة العربية، الله عز وجل خلق الشعوب و القبائل لتتعارف و لكن الأمة العربية لتتعارك.
يعرف الفلسطينيون "الفتحيين" و "الحماسيين" أكثر من سواهم، أن ما يجمعهم أعمق بكثير مما يفرقهم، و لو أن الزعيمان الراحلين رمز العروبة "جمال عبد الناصر" و رمز فلسطين "ياسر عرفات" أحياء لذكرونا بأيلول الأسود، و كيف كان حجم الفرح و مقدار الشماته التي شعرت بها إسرائيل، أيها العرب يا من يحتفظون ببقية من خفقات الإنسانية في صدوركم، هل تصاب الإنسانية بكارثة و ظلم أكثر من سلب الحرية و الوطن و لقمة العيش، ألا فلتخرس الألسنة التي تدعي أنها تنصر حرية الإنسان و تحرس حقه و كرامته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق