يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

مصر تعود




نشرته بأخبار يوم بيوم وجريدة المواطن

الأيام أثبتت أن العجلة لا تدور إلى الوراء إلا لالتقاط الأنفاس وأخذ العبرة مما مضى، أما الحياة فهي تتقدم على الرغم من كل سلوك بشري مضاد لها، فمصر عادت ولن تضيع ثانيةً، وإن كانت منه.

يقول الكاتب والمؤرخ الأمريكي هواردزن: "عندما يُطاح بالأنظمة الاستبدادية تكون المعارضة قد بدأت قبل ذلك في الثقافة، وهي المجال الوحيد الذي يكون للناس فيه بعض الحرية، تبدأ بالرواية والشعر والموسيقى، لأن هذه الأشكال لا تمثل تهديداً مباشراً للمؤسسة، فهي ممارسات غامضة وغير مباشرة، بالتالي تراهن المؤسسات على أنها لن تؤدي إلى أي شيء يهدد سلتطها، ولكن غالباً ما تخسر السلطات الشمولية تلك المقامرة"

ويبدو أن الأنظمة الحديثة قد تنبهت لقوة الكلمة وقوة النغمة، فرواية مقتل الرجل الكبير لإبراهيم عيسى على سبيل المثال تمت مصادرتها، ومنعت أغنية يا مصريين لأمال ماهر من البث على قنوات التلفزيون المصري، ورغم ذلك كانت الثورة لازالت مستمرة حتى ظهور الموجة الثانية منها. 
الثورة ليست مجرد اعتراض واحتجاج على واقع موضوع يتجاوب مع مصالح وتوجهات المجتمع فقط، بل هي نقلة نوعية في حياة الناس نحو الأفضل لتحسين ظروف معيشتهم في أجواء أوسع من الحريات المدنية والديمقراطية والكرامة.

حين تركنا الميادين بعد ثورة يناير قيل لم يكن لديكم خبرة، وحين فشلنا في اكتمال أهداف ثورتنا قيل نقصتكم الخبرة، وحين حُكمنا لمدة عام من أنصاف الرجال وفشلنا بالتأقلم معهم قيل قلت خبرة... إلى الآن ونحن نعاني ممن يقولون "الخبرة" وكثيرون يلهثون من أجل المصلحة، وقليلون يلهثون من أجل الوطن... أعطوا فرصة للشباب وستكتشفون أنهم يملكون الخبرة ودعوا الثورة تحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق