يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

السوس وصل لليونيسكو

نشر في جريدة شبابنا

كم تبدو مقيتة الحملة التي ناهضت ترشيح وزير الثقافة فاروق حسني لمنصب أمين عام منظمة اليونسكو, والتي أدت إلى خسارته وحركتها في السر والعلن المنظمات الصهيونية المنتشرة في أنحاء الأرض, الحملة مقيتة لأنها أظهرت الوجه البشع لمعارضي ترشيح الوزير, حيث أن رفضهم لم ينطلق من أسس مهنية موضوعية نزيهة, بل من خلفية عنصرية تعارض وصول عربي إلى هذا الموقع الأممي فقط لأنه عربي, أو لكونه أدلى ببعض المواقف التي لم تتماشى مع إسرائيل المعتدية على حقوق العرب, المحتلة لأراض منهم والمنتهكة لحقوق الشعب الفلسطيني, وكأن على كل من يريد أن يتبوأ منصبا عالميا الحصول أولا على شهادة حسن سير وسلوك وبراءة ذمة من الكيان الصهيوني, فربما أصبح هذا هو المعيار الدولي والمقياس الذي يتم بواسطته اختيار المرشحين لتلك المناصب بعيدا عن كفاءتهم,
لم يعد يخفى على أحد أن اليونسكو كسواها من منظمات دولية ينخرها سوس الفساد ويعشش في أدراجها الإهمال والبيروقراطية, برغم أن وصول عربي إلى أي موقع أممي لن يغير الكثير في الواقع العربي المتردي, هذا رأيي!
لكن ومع ذلك علينا أن نستنكر الحملة الظالمة التي واجهها الوزير لأنها جزء من العسف اللاحق بالعرب في كثير من الميادين والمجالات, والتشويه الذي نتعرض له والطمس الذي طال إسهامات كبرى في الإرث الإنساني والحضاري, الحملة التي واجهها الوزير المصري تجاوزت مسألة الفوز الشخصي لتطرح قضية حق العرب بأن يصلوا إلى أي منصب كبير سواء كأفراد أو كممثلين لشعوبهم وبلدانهم,
وهذا التحدي يطرح علينا جميعا مهمة الانتصار لأنفسنا لا لفاروق حسني أو غيره ممن قد يتعرضون في المستقبل لعنصرية مشابهة, فعلينا أن يبادر كل واحد منا من حيث هو وآيا كانت إمكانياته وحيثما استطاع إلى ذلك سبيلا لفضح العنصرية التي يواجهها العرب في العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق