يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

نحن أيضاً مصريون

نشر في جريدة شبابنا
لي صديق فلسطيني الجنسية يعيش في القاهرة, والده فلسطيني ووالدته مصرية, لم يحق له وللذين في مثل وضعه الحصول على الجنسية المصرية مثل باقي الذين حصلوا عليها لأن أمهاتهم مصريات, بسبب قرار من جامعة الدول العربية بمنع تجنيس الفلسطينين بأي جنسية عربية حفاظاً على الهوية الفلسطينية، هذا ماتقوله مصلحة الجوزات والجنسية برغم أن السفير محمد صبيح مندوب فلسطين بجامعة الدول العربية قد بعث بخطابين الأول إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى والثاني للسيد حبيب العدلي وزير الداخلية، يعلنهما بإلغاء هذه التوصية والتي لم تكن قراراً حيث أنه قد تجاوزها الزمن لأنها اتخذت عندما كانت فلسطين بلا كيان وهي الأن قد بنة كيانها الفلسطيني في الأمم المتحدة وأصبحت عضويتها كاملة لدى الجامعة العربية، إلا أن صديقي ومن مثله لم يحصلوا على الجنسية حتى الآن برغم مرور ست سنوات على قرار منح أبناء المصريات الجنسية، وبرغم أنهم ولدوا في مصر وعاشوا فيها ويتحدثون بلهجة أهلها ولا يعرفون شيئاً عن بلدهم سوى ما يرون من أخبار في الفضائيات وما يسمعون بالإذاعات, وفي إحدى المرات دار بيني وبين صديقي حوار، هل إن قدر وعادت فلسطين من جديد ستعود أنت وأهلك, فأجابني طبعاً لا..!, فسألته لماذا وهي أرضكم وبلدكم؟ فأجابني نحن أيضاً مصريون فمصر أرضنا وبلدنا، فأنا ولدت فيها ونشأت وترعرعت على أرضها وسأموت وأدفن فيها, هناك أشياء لا تفهمها لأنك ربما لاتشعر بها, إنها أشياء صغيرة نمر بها كل يوم ولكن قلما وقفنا عندها نتأملها أو نفكر فيها, إنني حين أخرج من بيتي كل صباح ترتفع الأيادي لتحيتي, صحيح أنني لا أعرف معظم أصحابها وهم أيضاً لا يعرفونني, لكن هذه الإبتسامات التي أراها على وجوههم والأيادي التي ترتفع وكل الصور التي تعودت أن أراها وشوارع القاهرة وأسواقها ومقاهيها وجلسات الأصدقاء تجعلني أشعر أني أعيش في بلدي, وأخشى أن افقد كل هذا إن تركت مصر.
هنا تأكدت فعلاًًً أن موطن الإنسان حيث يجد أناساً يحبونه ويحبهم, وبلده حيث يشعر بالسعادة لمجرد تحية عابرة تدل على أنه جزء من الكل, أما بلده الحقيقي الذي يحمل جنسيته فلا يعرف فيه أحداً يفتقده إذا غاب, فعلى مصر ألا تتخلى عن أبنائها الذين لم تنجبهم وهم يعتبرونها أمهم, عليها أن تمنحهم حق الجنسية, هذا الحق الذي أعطته للبعض من أبنائها ولم تعطه للباقين منهم, صحيح أنها حلت نصف المشكلة بمنح المواليد بدءاًً من عام 2004 الجنسية المصرية مباشرة, ولكن ماذا يفعل الذين ولدوا قبل هذا التاريخ؟.
ففي بعض الدول يحصل المواليد على جنسية البلد التي ولدوا فيها ، فمثال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "بركة حسين أوباما" كيني الأصل حيث هاجر والده لأمريكا و تزوج بوالدته الأمريكية و أنجبته ونشأ و تعلم هناك وارتقى عدة مناصب وصولاً لسدة الحكم ، والرئيس الفرنسي نيكولا سركوزي مجري الأصل حيث هاجر والده لفرنسا وتزوج بفرنسية هناك وأنجبه منها ، و وصل للحكم ، و أيضاً الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم سوري الأصل هاجر والده لهناك وـ ـ حتى وصل لمنصب الرئيس .
هناك أشياء صغيرة تشدنا إلى المكان الذي نشأنا فيه لكنها أكبر من أن نتخلى عنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق