يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

هل انت ديمقراطي؟


نشرته في موقع يلا تغيير وجريدة مصر القديمة

الديمقراطية كلمة نرددها وكلاً منا يترجم معناها بمفهومه الخاص، وفي مفهومي هي حكم الشعب لنفسه عبر الحرية ومع الأكثرية وتداول السلطة سلمياً، وقد اصبح الجدل محتدماً بين المطالبين بالديمقراطية الحقيقية والديمقراطية الوهمية الورقية، وفي تصوري أن هذه القضية تحكمها امور كثيرة اهمها طبيعة الإنسان نفسه وتوجهاته واهتماماته، فنجد الديمقراطي الحقيقي عملي وله مبدأ ثابت، اما الديمقراطي الوهمي غير عملي ويغير منهجه بتغير المراحل، فكل مرحلة عنده لها منهج ديمقراطي(متفصل له) بناسبه ويتماشى مع مصالحه ومتطلباته، وأنا اعتبر أن الديمقراطية التي تبتعد عن اثارة القضايا الحقيقية وفهم ما يدور بعمق، هي ديمقراطية هشة، فإن كان المجتمع حضاري فعليه أن يستوعب جميع الآراء.

ولجوء البعض إلى ديمقراطية سابقة التجهيز هو دليل ضعف ويصنع تعصباً لأن المجتمع الحضاري لا يؤمن بفكرة واحدة على جميع المستويات، ونتيجة هذا تنشأ الجماعات الأصولية والتيارات المتعصبة.

والديمقراطية بحد ذاتها فلسفة والجانب الفلسفي ركن اساسي في شخصية الديمقراطي واي فكر انساني كلما ابتعد عن الفلسفة بهت، والبعض يرى من منظوره الخاص أن الديمقراطية في بلدنا قد وصلت إلى حد الطمأنينة، وعلينا أن نكف عن التفكير بغير ذلك ونعتمدها يقيناً كاملاً، وهذا غير صحيح لأنها حالة غير حقيقية ولا نستطيع أن نعتمدها لأننا نمتلك بالفعل جزءاً منها ولأننا حين نكف عن التفكير سنكف عن طرح الأسئلة وحينما نصل لهذه المرحلة سنكف عن الحياة.

ولكن السؤال المهم كيف الوصول لديمقراطية حقيقية وهذه هي النقطة الجوهرية، فالوصول إليها يكون عبر انتخابات نزيهة غير مزيفة، حتى وإن اختلفنا فالإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وهذا المثل دائماً نردده ولكن للأسف يفسد كل قضية في بلدنا، حيث لا يمكن النهوض بالبلد برأي أحادي، فتعدد الآراء واختلافها هو ما سينهض ببلدنا، والديمقراطية السليمة هي التي تتعدد بها الآراء من اختلاف وجهات النظر فيها، فحين تتعدد الآراء وتتشكل التجارب من خلال مجتمع ديمقراطي حديث تكون هناك رؤية من زاوية مغايرة، وليس كل من عمل بالسياسة اكثر فهماً ممن لم يعمل بها، هناك صواب وهناك اصوب وهناك صح وهناك اصح وهناك جدير وهناك اجدر، فعلينا أن نقدم الأجدر على الجدير كي ننهض بمصر.

لم يكتفِ الغرب بعد الثورة الصناعية بصناعة الآلة فقط، ولكنهم ادخلوا كل شيء في مجال الصناعة، ومنها صناعة الديمقراطية وحتى فيما يتعلق بالمشاعر والمناصب وأي مجال يجدون فيه سوقاً له، ومنها صناعة الرؤساء والشخصيات العامة وكذلك صناعة الجمال والقيام بإستغلاله أفضل استغلال، ولكن الجمال الحقيقي ليس صناعة وإن نجح.

نحن نكتب ضد السهولة والسطحية السائدين والطاغين على مجتمعنا، لا نكتب حباً في النقد والإعتراض، إذ إن النقد ليس هدفاً بذاته والإعتراض ليس وفق مبدأ خالف تُعرف، بل نكتب حرصاً على الوعي الديمقراطي وانطلاقاً من أهميته في صياغة الشخصية الفردية والجماعية على السواء، فما من انسان يعادي الديمقراطية ولا يحتاج إليها، لكن الفرق شاسع جداً بين ديمقراطية التفاهة والإبتذال والتسلية من جهة، والديمقراطية الحقيقية من جهة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق