يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

المزايدون


اصبحنا في حاجة إلى لحظات المصارحة في العمل والصداقة والحب والنجاح والفشل، فما أقسى من الموت إلا انتظاره، حيث يأخذ الانتظار والترقب مساحة كبيرة من حياتنا، ويعطلان بدايات أخرى كان في الإمكان أن تعيش وتنمو بشكل طبيعي، لولا فكرة التأجيل التي تسهم في التأخير في كل شيء، فما أصعب الوقوف على أمر ما، لا نتقدم خطوة بينما نتأخر أكثر من خطوة، حين تقارن بعض الشخصيات خطاها بخطى الآخرين وترى من كان معها سبقها، وهذا ما ينطبق على كل شيء في حياتنا، العملية والعاطفية والاجتماعية وحتى الحزبية.

ففي قاموس الأخطاء هناك مصطلح الندم والأسف، وهي نتائج أخطاء قمنا بها في حياتنا، ويكبر الندم حسب الخطأ، وحسب الشخص الذي نخطىء في حقه، أي أن الخطأ في حد ذاته لا يشكل حجم الضرر بعيداً عن الآخر الذي يكبر ويصغر الخطأ بسببه، فالكذب مثلاً لا يتشابه وليس له لون واحد، فالكذب على الأعداء واجب وطني، أما على الأصدقاء والزملاء فهو جريمة، وعلى الأهل كارثة، وكذلك خيانة الحبيب ليست كخيانة الوطن، والأذى الذي يصيبنا من عابر سبيل، ليس كأذى الجيران والأصدقاء والأحباء، وإذا قدر لنا أن نقوم بعمل ما ونحن بكامل قوانا العاطفية والاجتماعية، فهل نفضل أن نفعل شيئاً وربما نندم عليه، أم أننا لا نفعله وقد نندم لأننا لم نفعله إذا كان فيه خير لنا، وهذا السؤال هو ما يحدد نوع الشخصية، فالإنسان الذي يقُدم عل فعل ما، وإذا أحس بأنه أخطأ، ليس في حق الآخرين، فإنه لا يشعر بألم كما يشعر بالندم على فواته، وهذه الشخصية هي القيادية والاقتحامية والناجحة في الحياة، فمن الأفضل لنا أن نندم على أن نتحسر وأفضل الحالتين أن ننجح.

فهل أصبحت مشاركة أحد الزملاء اثناء تواجده في الأردن، بمداخلة هاتفية في مهرجان تنظمه الشبيبة الشيوعية من فلسطيني 48 دعماً لنضالهم، كل جريمته أن تحدث بكلمة عبر الهاتف، فلم يرحمه بعض الزملاء وأضحى فريسة يتهافتون على نهشها وتمزيقها، مع أن هذا الزميل تجاوز مرحلة الدهشة مما يحدث، وفي كل مرة كان يحدث فيها مثل تلك المهاترات كنت أطلب منه الرد فلا يرد، واكتشفت أنه يعرف كيف يدافع عن نفسه، وكانت له وسائله الخاصة في الدفاع وهي التجاهل التام.

فلم يترك في مرة من تلك المرات من الجدل المستمر، ما يشوش أفكاره ويضعضع ثقته بنفسه، ويدفعه إلى مقارنة نفسه بسواه، ولم يجب على أسئلة سخيفة من مجموعة مدعين وحاقدين وفاشلين وربما أغبياء ومنهم قادة يجهلون لوائحهم الحزبية وربما لم يقرؤها أصلاً.

فالمنظمة الشبابية للحزب الشيوعي الاسرائيلي ـ ركاح (عرب 48 )ظلت عضو في المنطقة العربية للوفدي (اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي) منذ تأسيس الاتحاد وحتى عام 2006 وطوال تلك المدة كان اتحاد الشباب التقدمي يشارك في كافة الاحتفاليات والمهرجانات والمناسبات جنباً إلى جنب مع شباب الحزب الشيوعي الاسرائيلي ـ ركاح (عرب 48 )

ففي عام 1995 نظم اتحاد الشباب التقدمي الإجتماع الإقليمي لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، وحضره ممثلي الحزب الشيوعي الإسرائيلي ـ ركاح (عرب 48 ) بصفتهم عضو في المنطقة وحضره الزعيم خالد محي الدين رئيس الحزب في ذلك الوقت مع د. رفعت السعيد الأمين العام حينها، وكان أمين اتحاد الشباب وقتها ومنسق الاجتماع الزميل عادل الضوى، وفي عام 1998 نظم واستضاف الاتحاد الإجتماع الثاني وحضره ممثلي (ركاح ـ عرب 48 ) وافتتحه الزعيم خالد محي الدين ود. رفعت السعيد، وكان أمين الاتحاد حينها ومنسق الاجتماع الزميل أشرف شهاب، وفي عام 2006 تم تنظيم نفس الاجتماع وأعلن اتحاد الشباب التقدمي بأنه سيتم دعوتهم للحضور ولم يعترض الحزب، لكنهم اعتذروا لضيق الوقت، وكان وقتها الزميل عبد الناصر قنديل أمين الاتحاد، وكان منسق الاجتماع وعضو المكتب التنفيذي حينها الزميل أحمد بلال.

إن الحركة الثقافية المصرية والعربية بجميع أطرافها معارضين ومؤيدين، كانت ولا زالت تتعامل مع أطراف عديدة من أعضاء الحزب الشيوعي الاسرائيلي، والذين هم في حقيقتهم عرب فلسطين الذين رفضوا بيع أرضيهم ومغادرتها، وهم العائق الوحيد أمام اسرائيل لتهويد الدولة، وعلى رأسهم الشاعر محمود درويش والشاعر سميح القاسم والشاعر توفيق زياد، والذين كانوا ضيوفاً أساسيين في معرض الكتاب المصري في كل عام ونزلوا ضيوف على حزب التجمع في العديد من المرات .

وأود أن أذكركم بحادثة صدور حكم بإسقاط الجنسية عن المصريين المتزوجين من اسرائيليات، والذي انتقدته هيئات كثيرة داخل المجتمع ورفضت هذا الحكم لأن هؤلاء الزوجات هن عرب 48 الذين رفضوا ترك أراضيهم، وعليه توقفت الدولة عن تنفيذ هذا الحكم.

تلك الأقلام المجندة للباطل والتي غابت عن كتاباتها القيم وطموحات الحزب وآماله، بكتابات يأس وقنوط وتخلف على جميع الأصعدة، ومهما حاولت أن تبرر وتظهر بمظهر أخر، إلا أن القناع قد سقط والمكانة اهتزت، وغابت طيبتها التي كانت زائفة ومهترئة.

فهناك مواقف لا علاقة لها بالشكل الإنساني للتعامل، لأنها تكشف عن معادن بشرية هي عبء على نفسها وعلى الآخرين، تبني مجداً زائفاً معتمدة على نظرة قاصرة ذاتية، تتبنى الذات ومصالح شخصية، مثل تلك المواقف لا تُظهر الافكار السوداء فحسب، لكنها أيضاً تفرز الشخصيات وتعري النفوس وتكشف عن فئة تتبنى النفاق والرياء في كل محفل، تتلون وتتشكل وتهادن وتنافق وتكون صوتاً ليس لنفسها، بل للباطل.

حزبنا ابتلي بتلك النماذج وبتلك الآفات، التي تمثل التهديد الحقيقي لأمنه واستقراره، لأنها تبني ركائزها على الفتنة، لا نأمن لها موقفاً ولا جانباً ولا نستطيع أن ندير ظهورنا مطمئنين في حضرتها.


هناك تعليقان (2):

  1. مقال رائع ولك كل الحق فى بدئه بالحديث عن المشاعر الانسانية رغم ان المقال ذو هويه سياسية
    معلوماتك مفترض انها افحمت من يتحدثون او انها احرجتهم لجهلهم بالتاريخ
    تحياتى وامنباتى بمقالات اخرى رائعة

    ردحذف