يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

الطريق إلى البرلمان


نشرته بمجلة ائتلاف شباب الثورة

في ظل تزايد عدد الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم في انتخابات المجالس النيابية القادمة، فإن من الطبيعي أن تتزايد أعداد المرشحين، وهو ما سيتطلب من المرشح البحث عن الأسلوب الذي يستطيع من خلاله الوصول إلى القاعدة الانتخابية، ففي هذه الدورة ستكون العملية الانتخابية أصعب من الماضي بسبب كثرة الأعداد، وبالتالي فإن عملية الإقناع ستكون صعبة، إن لم يكن الشخص المرشح على قدر كبير من التفاعل والإطلاع الجيد على مشاكل المجتمع، فما هو دور التواصل الشخصي والخدمات المجتمعية في تفضيل مرشح على آخر؟

التواصل الشخصي مهم وموجود ولكن لا غنى عن التواصل العام، وبما أن عدد الناخبين في هذه الدورة سيزيد، فإن هذا يستدعي المزيد من التواصل الشخصي والتواصل العام، وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، لكي يستطيع المرشح من خلالها توصيل برنامجه الانتخابي لجمهور الناخبين، وعلى المرشح أن يخاطب المجتمع بشكل عام حتى يستطيع المجتمع تشجيع الناخب لكي يذهب إلى لجان الانتخاب لاختيار أفضل المرشحين.

ومن المهم للمرشح أن يشكل فريق عمل لإدارة معركته الانتخابية، يقوم بإظهار ما يتمتع به المرشح من مقومات شخصية وتوجيهها بشكل جيد بما يخدمه كمرشح، ولا مانع من الاستعانة بشركات علاقات عامة متخصصة لكي تقوم بتنظيم حملته الانتخابية، ولكن من الضروري أن يكون المرشح على قناعة داخلية بأنه الشخص المناسب، وأن تكون لديه ممارسات مجتمعية تدعمه، وأن يكون على تواصل مع الآخرين، فاللتواصل المجتمعي دوره الفاعل في كسب المرشح لأصوات الناخبين، فمجتمعنا يقدر التواصل المباشر والصدق في الطرح، والمهارات الذاتية والقاعدة المجتمعية عوامل ضرورية للمرشح في كسب ثقة الناخبين، فالناس يهمهم في المقام الأول الاستماع للشخص بشكل مباشر، والتعرف إلى طريقة تفكيره ومقدرته على خدمة مجتمعه، والشفافية في الطرح هي الأسلوب الأقدر على إيصال الرسالة، كما أن القبول الشخصي مهم، فكثير من استعان بشركات علاقات عامة أدارت لهم معركتهم الانتخابية وأنفقوا الكثير من المال ومع ذلك سقطوا وبجدارة، وهناك من أنفق مبالغ زهيدة ونجحوا بجدارة لأنهم يتمتعون بقبول شخصي لدى الآخرين.

والمرشحون 4 أنواع، مرشح يخوض الانتخابات وهو مدرك أنه سينجح، ومرشح يخوضها ولديه شك في تحقيق النجاح، ومرشح مدرك صعوبة تحقيقه النجاح ولكنه يترشح لمجرد الترشح، والنوع الرابع يدخل بغرض التخريب على مرشح آخر، فالمرشح هو الذي يحدد الخانة التي يضع نفسه بداخلها.

كما أن الأمور التي تساعد المرشح على الفوز عديدة، منها ما هو ذاتي ومنها ما هو عام، الذاتي منها من يستطيع أن ينفق مبالغ باهظة على معركته، بينما هناك من لا يملك القدرة المالية على ذلك، وهذا في حد ذاته لا يحقق التوازن المطلوب في العملية الانتخابية، فقد يساعد ذلك في الإتيان بشخص غير جدير بموقعه، أما العام فيشمل ذلك المستوى العلمي، وما يقدمه لأبناء مجتمعه من خدمات، ومقدرته على توصيل المشكلة للمسؤلين ومحاولة حلها، والصدق في طرح البرنامج، لكن هناك إشكالية يواجهها الناخب تتمثل في عدم الإدراك لدور ومهمة أعضاء المجالس النيابية وحدودهم وصلاحياتهم، حيث أثر ذلك على بعض مرشحي الدورات السابقة بسبب تقديمهم وعوداً انتخابية لم يستطيعوا تنفيذها على أرض الواقع بعد أن دخلوا مجال الممارسة الفعلية، لذلك يجب الصدق من البداية.

فعلى من يريد الدخول لميدان العمل البرلماني، أن يكون محاوراً جيداً، ولديه المقدرة على مناقشة القضايا المثارة، والتعامل مع الوزراء واستجوابهم.

عزيزي المرشح أبداً حملة تسجيل للمجموعات الرئيسية والكتل البشرية الأساسية التي تتوقع أنها ستصوت لك، واذهب لبيوتهم ولقاءاتهم ومناسباتهم، ابحث عن مناسباتهم وأنشطتهم واحضرها، إلتقي الأشخاص الذين غالباً ما يتفاعلون مع عدد كبير من الناس، حتى وإن لم تكن هناك فرصة لأن يدعموك، اسألهم عن آرائهم في القضايا التي تطرحها، قد لا يقتنعون بدعمك، لكن في إمكانهم أن يقفوا على الحياد، أو ألا يكونوا ناشطين في دعم مرشح آخر، أو أن يتحدثوا بطريقة سلبية عنك، وقضاياك السياسية لا تطرحها جميعها، الأفضل أن تختار ثلاث أو أربع قضايا أساسية مهمة لك وللناس في منطقتك الانتخابية، وعليك أن تفكر في تعلم المزيد عنها، ومن المهم أن تكون قادراً على نقل أهداف حملتك في رسالة موجزة، والرسالة هي ما تقوله عندما تلتقي الناس في الشارع ويسألونك، ماذا تمثل كمرشح؟ تجنب الردود المطولة فرسالتك الإيجابية لا تحتاج إلى أكثر من ثلاث دقائق لنقلها، ويمكن اختصارها وتدقيقها لتصبح شعاراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق