يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

رمضان كريم


رمضان يا شهر الضياء الحر من أسر الظلام أطلق بأضواء الهدى أسر النفوس من الحطام
وأنر بقدسي الصفاء رؤى الحياة من القتام وانضح عواطفنا تقى واغمر نوازعنا وئام
رمضان ياأمل النفوس الظامئات إلى السلام ياشهر بل يانهر ينهل من عذوبته الأنام
طافت بك الأرواح سابحة كأسراب الحمام بيض يجللها التقى نوراً ويصقلها الصيام
هذا ما قاله الشاعر محمد بن علي السنوسي عن شهر رمضان، فالرمضان عنواين كثيرة وكبيرة، واعتقد من عناوينه الجميلة شهر الحساب وشهر التسامح، حيث يتعين على كلن منا أن يحاسب نفسه وماذا فعل خلال الشهور الماضية وما هي أخطاؤه، ومن هم الذين أخطأ في حقهم ليخرج في النهاية بنتيجة تصحيح الأخطاء أو الكف عن الاستمرار فيها وتلافيها مستقبلاً، وفي شهر التسامح ماذا نحن فاعلون.
معظم الأحاديث والروايات حول شهر رمضان المبارك تعتبره شهراً للكرم والجود ومد يد العون للمحتاج والمسكين، والالتفات إلى ذوي القربى والبعدى ومساعدتهم في ماتيسر للتغلب على ظروف العيش ومصاعب الحياة، وفكرة الصيام هي دعوة للعيش لفترات من العطش والجوع، لنتذكر العطشى والجياع.
رمضان شهر التأمل والتفكير واستخلاص العبر، شهر نستعيد فيه ما صنعناه ونستعد لما سنصنعه، شهر الابتكار والتجدد والنشاط، شهر الروح لا الجسد، وامتحان الجسد على الارتقاء لمصاف الروح، وتمرينه على كتم بعض احتياجاته لبعض الوقت وترويضه على الجوع والعطش.
الذنوب ـ قال أبو طالب المكي: لقد حصرت الذنوب من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة في القلب وهي:الإشراك بالله، والإصرار على المعصية، والقنوط من الرحمة، والأمن من مكر الله ـ وأربعة في اللسان وهي: شهادة الزور، وقذف المحصنات، واليمين الغموس، والسحرـ وثلاثة في البطن وهي: شرب الخمر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا ـ واثنين في الفرج هما: الزنا، واللواط ـ واثنين في اليدين وهما: القتل، والسرقة ـ وواحداً في الرجلين وهو: الفرارمن الزحف ـ وواحداً يتعلق بجميع الجسد وهو عقوق الوالدين.

التوبة ـ قال لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه: لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة، وقال كان هناك رجلاً تاب في مشيبه فقيل له أبطأت وأسرعت، يعني أبطأت حين أخرت التوبة، وأسرعت حين تبت قبل الموت.

وسُئل الإمام الشافعي: أيهما أفضل، الكافر إذا آمن أم العاصي إذا تاب؟

فقال: العاصي إذا تاب، لأن الكافر إذا آمن ينتقل من درجة العلم بالله إلى درجة محبة الله.

الحلم ـ قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟

قال: من قيس بن عاصم، رأيته يوماً جالساً بفناء داره، محتبياً بحمائل سيفه يحدث قومه، حتى أُتِى برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل له هذا ابن أخيك قتل ابنك، فوالله ما حل حبوته ولا قطع كلامه، فلما أتمه التفت إلى ابن أخيه وقال له: يا ابن أخي، أسأت إلى رحمك، ورميت نفسك بسهمك وقتلت ابن عمك، ثم قال لابنه الثاني: قم يا بني فحل كتاف ابن عمك، ووارِ أخاك، وسُق إلى أمه مئة ناقة دية ابنها فإنها غريبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق