يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

اصحاب الموقف


يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجه:

لا تشك للناس جرحاً انت صاحبه لا يؤلم الجرح إلا من به ألمُ

نعرف أن لكل انسان طبيعي موقفاً معيناً من كل شيء، واحياناً تتغير المواقف حسب القناعات وما يستجد من معلومات، ولكن هناك مجموعة من الناس لديهم اللاموقف، اي انهم في الوقت الذي لا بد أن يكون لهم رأي أو موقف معين فإنهم يصدمونك بأن ليس لديهم موقف.

اتحدث عن المذبذيين الذين تكون مواقفهم متغيرة حسب المصالح، فهذا شأن السياسة المتغيرة في حياة متغيرة، واشير هنا إلى المواقف في حياتنا السياسية والبرلمانية وهي التي تحكمها في الغالب الثوابت، امثال من يتحدثون عن الضمير والقيم والمبادىء، وهم برمجوا ضمائرهم وقيمهم ومبادئهم حسب مراكزهم ومصالحهم، ويرون شكلاً معيناً لمصر يرسمونه على مقاسهم، ثم يريدون من الآخرين الإلتزام بما رسموه، وهؤلاء يسبب وجودهم اذى واستمرارهم عذاب ويصبح فراقهم متعة وضرباً من النجاح، لأن النجاح عندهم يقاس بتقلد المناصب متناسين أن الدول المتحضرة تعتبرالمنصب حالة من التكليف وليس من التشريف، بينما عندنا نجعل المنصب اولاًعلى كرسي التشريف، وهذا ما أسهم في بقاءنا في مكاننا، حيث آلية تقريب أصحاب المصلحة على أصحاب الثقة والعلم، وظهور جيل من السياسيين الشبان يزاحم الجيل الكبير أو ما يسمى بالحرس القديم، والإثنان معاً سواء القديم أو الجديد مسؤلان معاً عن منظومة الفساد التي تشهدها مصر إنسانياً وعلمياً واقتصادياً وإدارياً، فالعلاقة بين الديمقراطية ومكافحة الفساد وثيقة، لذلك لابد من المحاسبة والمساءلة، ولكن بعض المسؤولين لديهم حصانة عجيبة ولو اجمع كل الشعب على سوء ادائهم، حيث يبقون في اماكنهم وحين يتم ادانتهم وننتظر محاكمتهم تتم ترقيتهم.

والغريب أننا نستوعب الصمت الرسمي حيال مثل هذه القضايا، حيث تعودنا من حكومتنا على ذلك، ولكن الأغرب هو الصمت الشعبي تجاه القضايا السياسية او الوطنية، فهل ترضى ضمائر حكوماتنا بحجب الآلاف من الأصوات عن حقها في الاختيار.

من تابع الانتخابات البرلمانية الاخيرة وما تم فيها، سيكتشف هول ما يرتكبه النظام في حق الشعب، لكن النظام سوف يتأكد ومن خلال كل التجارب التاريخية انه سيأتي يوم يعجز فيه عن كسر الارادة الصلبة للمصريين في التغيير، فتحية لكل فرد من الشعب لم يبع صوته مقابل حفنة من الجنيهات، تحية لكل من كان له موقف وخرج من بيته ليدلي بصوته ويختار من ينوب عنه حتى وإن لم تأتي به النتائج، ولم يقل (وانا مالي) تحية لكم فمن يكتب عنكم ولكم ويرفع صوتكم بصوته يضيف إلى نفسه لا إليكم ويتشرف بكم، والتغيير قادم لا ريب فيه ونكتفي بهذا القدر حتى لا يزعجكم احد ويحجب عنكم موقعنا، ويمنحنا واياكم اجازة اضطرارية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق